من شرفة صفراء
عجنها النبض بالموت
ذابت عقارب الوقت
وسال دمها على العشب الأصفر
...............
الليل وحش مجنون
وأنت أيها المجبول من حب
تغيب وحيداً
.......................
مازال أصدقاؤك من رعاة الفجر
ينتظرونك في "ساحة الطيران"
تعال لهم ببدلتك الأنيقة
والفراشة الحمراء التي تطوّق رقبتك
تعوّدوا منك رنين ضحكتك
وأغانيك الغارقة في الشجن
وقصائدك الحزينة التي لا يفهمونها
عن الزيتون ..
والزعتر
وأحمد العربي
لكن عيونهم تفيض دمعا
وهم يسمعون أنينك مع كل حرف
للوجع لغةٌ يدمنها ندماؤك
ويعرفها عمال المسطر
وهم يتوسدون الأرض
ويحلمون مثلك بوطنٍ يبتسم
وصباحات لا تأتي على عكازات
وضيمٍ يتوارى
مع نداء الشمس
في كل لهفة منهم
يا سليل المنافي
والغربة
ولكنة الفجائع
أيها الذاو ي مثل حيرة
تشتبك مع الليل
لتأخذ نجمة تنقلها للجنوب
حيث القصب الجريح
والمناديل الخفية
التي بقيت من المنسيين
بين لهاث الهور
وهو ينثر أسراره
ويتبع هديل القمر
بانتظارك ..
نوارس ..
وفواخت ..
وفسائل من جمر آهات
لم تزل العربات نائمةً
بانتظار فجرٍ ستحمله أنت
بكفيك
كأنك آتٍ من كوكبٍ بعيد
لتزيح العناكب عن نوافذ العاشقات
اللاتي تأبطن باقات الانتظار
في شرفات الوهم
بانتظارك – يا أحمد – قبرات
و ليالٍ ..اتكأن على جدارٍ آيلٍ للعبث
لا تخبئ جموح قصيدتك الجديدة
خذ من جنونها
ضياع ملامح البلاد
وشبق الحزام الذي طوّق بطن الحياة
**
كنتَ انتظرتَ ....
لوّح لك " فائق حسن " وهو يرى حماماته
كسرت الشظايا أجنحتهن
وتلعثم " سعدي" وهو يحدق بالحائط
الذي سقط على عماله
هرب المقاول بقوائم أسمائهم
وتعثر الصباح بعباءة "بائعة القيمر"
التي منحتك ضحكة بحجم جراحك
كنت انتظرت يا أحمد
الصعاليك هرعوا إليك
نادتهم سياط الظهيرة
فلجأوا لفيئك
حملوا (جان دمو)
وغنوا معه ( انت وبس اللي حبيبي)
هللت لهم ضحكتك
واخذتَهم إلى كوخك العالي
حيث الورد والنسيم والخبز والخمر والموسيقى
لا تخذلهم يا أحمد
هم الآن ينتظرونك على الرصيف
نفدت أعمارهم
مع آخر شهقة لسيجارة
كلهم تشاركوا في تدخينها
لا تخذلهم ..
وهم يجمعون شتات خطاهم
من أجل أن يصلوا لحفيف مسائك
دعك الآن من سترتك
التي عبثت بالفراشات الجافة ل" كزار"
وهو يركب فرسا بيضاء
كي يصل إلى نهر عصيانك
دعك من نشيجنا الجماعي
ولنرحل من جديد إلى "سوق الشيوخ"
بانتظارك :
" خضر , وأجود , والقانوني , وعلي , وحتى كمال السعدون والشيخ جميل حيدر "
رسموا لك لوحة
ستكون مفاجأة لكلينا
بانتظارك :
أغانٍ ...وأناشيد ..
ونزيف جراح نبيلة
***
أعلم يا أحمد ..
أن قلبك رفع رايته البيضاء
رهافته احتجت
ونبضاته صرخت :
أيتها الأرض
كُفي عن دورانك
أيها العالم
كفى ضجيجا
آهٍ يا أحمد ...
سلاماً لقلبك ..
وهو يذبل حبّاً