بعض قصائد النثر تثير المتلقي وتستفزه وربما تغويه مطلبه المزيد من الشاعر وحثه على التوغل عميقا (*) فالعلاقة وأن بدت غير منظورة فى بادئ الامر بين النص وبين القارئ النابه لكنها سرعان ما تتحول من استدراج بطيء الى تناظر عفوي
وهذا الشاعر الشاب الراحل مروان عادل حمزه يرحمه الله يقول فى قصيدته ( أغنية للجهة الاخرى ) ما نصه :
(لقد فات أوان موتى ؛ وما عدت قابلا للانقراض - -
فأطلبي لي التوفيق أيتها الديدان الوفيه
وشكرا عراقيا لتركي أحتفظ بأسمى الثلاثي
وبحقي في العودة )
أجد في أشعار التسعينيون نوعا من التوحد بين طرفي المعادلة ( الحدث والمتحدث ) فالبراعة في شحن الافكار وتسويقها لم تكن متعسفة مستغلقة وعرة بل انسيابية هادئة تحمل بين جنباتها صدقا، وربما إدهاشا ومغايره !
أن تلك الشريحة الواسعة من الشباب ( التسعيني ) عانت الامرين فى ظل ظروف عاتيه لم تبقى ولن تذر إهمالا ومسبغة وأستسغارا ! وحين وجدت متسعا ومنفذا للخروج ؛ نهضت بكل قواها قائلة ( نحن هنا ) وهذا الشاعر عارف الساعدي يؤكد ذلك حين يقول فى قصيدة ( اللوحة )
(سأحاول رسمك ثانية يا وطني
من أقفاص الدمع ومن أحلام مفخخة
وأغاني مهترئة
سأحاول رسمك .. وأعذرني يا وطني
أن اللوحة منطفئة )
ذاك شيء يسير بين شاعرين تسعينيين فالهموم وشجونها واحدة والامل بإنقاذ ما تبقى قائم ولكنه صعب المراس وطريقه غير اّمن ؛ لكثرة المتزلفين والمتنطعين والطفيليين وكذلك وفرة العقبات والمطبات التى يرسمها المتنفذون بعناية منذ 2003 ولحد الاّن ولم يعلموا ( ان بقاء الحال محال )
(ملاحظه : فى كتابي النقدي ( أسماء بحجم المدن الصادر فى 2013 ) كتبت بحثاً مطولا عن الشعراء التسعينيون أحصيت قرابة مائة أسم في عموم الوطن أمسوا بعد التغيير فى الطليعة الادبية بعد أهمال وتعنيف منهم :
حمد الدوخي - عبد الامير جرص - عمار المسعودي - سلام البناي - حسين القاصد - احمد اّدم - رعد لازم - وغيرهم كثير ، وظهر منهم رواة مثل ضياء الجبيلي - عباس خلف - ميثم الخزرجي .