حوار من نوع خاص ... الشاعر علي القيسي وقصائد من نبض الهايكو
حوار: جلال طالب عبد حسون
لمن أكن أسمع لهذا النوع من الشعر من قبل لولا أنها تكررت أمامي لعدة مرات (الهايسكت، الهايكو، نبض الهايكو..)، لم أفهم المعنى ولم أكترث ربما له لأول مرة، لكنه شعر، ولأنني أهوى الشعر من بعيد قررت التعرف عليه عن قريب، ولأنني صحافي تخوفت الخوض في أعماق الحوار وبقيت أطرح أسئلتي التي أحاول من خلالها أن أتعرف على هذا النوع الشعري الجديد وأن اعرف القارئ اللبيب عنه من خلال حواري صحافي أدبي استمتعت به جدا لأن الشخصية التي استضفت لها من الكاريزما الإعلامية ما يؤهلها لأن تجيب و بكل ثقة من باب أنها أولا : عارفة بكل تفاصيل النوع الشعري – الهايكو – و ثانيا لها ثقل أكاديمي إعلامي فالضيف خريج قسم الصحافة ..
الشاعر علي القيسي ضيفي وضيف منتدى وتريات قصيدة النثر فأهلا ومرحبا به
الاسم الكامل: علي محمد فاضل القيسي
السيرة العلمية: تقني أطراف صناعية ولدي العديد من شهادات الخبرة في هذا المجال من شركات عالمية بكلوريوس إعلام قسم الصحافة
السيرة العملية: عملت في العديد من الصحف كمدير فني وانتقلت فيما بينها وكان لدي مكتب للتحضير الطباعي أصدر العديد من الصحف بعد
2003كما عملت في إعلام وزارة الصحة ودائرة صحة بغداد وكنت مدير شعبة الانتاج الفني فيها وأعددت برنامج صحي من إنتاج وزارة الصحة عرض على قناة العراقية
كنت عضو مؤسس في منتدى الأقلام الإلكتروني قبل ظهور الفيس بوك تأسس من قبل مجموعة من الشعراء العرب..
وكنت المسؤول عن الأدب الوجيز فيه. ثم انتقلنا على الفيس بوك وأسست نادي (نبض القلم) ونادي (نبض الهايكو) الذي اكتسب شهرة بين رواد الهايكو ما ساعدني ذلك في إنشاء منتدى خاص بتعليم الهايكو اسمه (مختبر الهايكو) بقواعده وخصائص الأصيلة اليابانية والغربية.
رئيس تحرير مجلة نبض الهايكو حيث يعتبر مثال(نموذج) في تعاطي هذا الفن الجميل
المؤلفات والدواوين:
ديوان للقمر سمعة سيئة قصائد هايكو وأخرى 2016
ديوان شمس غاربة قصائد هايكو 2017
ديوان مخاض التوت قصائد هايكو 2017
ديوان حين تعزف الريح قصائد هايكو
ديوان حديث الأزقة
ديوان همهمة روح نصوص هايبون
ديوان جماعي نفحات واكا
ديوان ستائر الغياب قصائد هايكو
ديوان قضمة تفاحة قصائد هايكو
انطلوجيا الهايكو العربي كتاب جماعي قصائد هايكو
ديوان شفة الأوركيد قصائد هايكو
ديوان كما الاسود كذلك الابيض قصائد هايكو
تحت الطبع:
ديوان كما لو ترمش أزهار الكرز قصائد هايكو
هكذا تكلم الهايكست انطولوجيا الهايكو العربي ج 2
ماذا يقصد بالهايكو ?هل هو نوع جديد من الشعر؟
الهايكو هو نص نثري يصنف من الوجيز ويعتبر أقصر قصيدة في العالم. اكتشفه الشاعر الياباني باشو ماتسيو في القرن السابع عشر واستمر بالانتشار في جميع دول العالم. هو نص سيميائي بصري كمن يرسم بالكلمات بشرط ان لا يكون فيه من المجاز الضارب او المحسنات اللغوية او الاستعارة، كتب أولا عن الطبيعة وتخصص فيه في بداية الأمر رهبان الزن لذا نجد معلميه الاوائل هم من الرهبان.
ما يميز هذا النمط في اليابان انه كتب بلغة محكية (لغة عامية) على شكل بيت واحد من 17 مقطع صوتي لهذا انتشر بين العامة بشكل كبير.
وبعد الحرب العالمية الثانية وانفتاح اليابان على العالم بدأ اليابانيين يصدرون هذا الفن الى العالم من خلال التعاون التجاري والملحقيات والسفارات اليابانية في دول العالم وخاصة الدول الناطقة باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وهي منتشرة في قارات الأمريكيتين وأوروبا. وحاولوا وضع تقنيات تتناسب مع اللغات التي ينطقون بها وهي لغات غير مقطعية كاللغة اليابانية، بدل التقطيع الصوتي التقطيع البنائي. السطر الواحد أصبح ثلاث أسطر. ولا تتجاوز القصيدة الواحدة سبعة عشر كلمة لكننا ولرغبة شديدة للتكثيف صار عدد الكلمات أقل. ربما تصل في القصيدة الواحدة الى أربعة او خمسة كلمات فقط. لذا هو ليس بجديد على العالم انما حديث الاستخدام والانتشار عند العرب. حيث تجاوز وجوده كجنس أدبي عالمي، أكثر من مائة عام
من رواده اليوم؟
الهايكو ليست قصيدة هي لغة الطبيعة او ترجمة مشهديه للطبيعة لذا كل دول العالم تشترك بهذه الطبيعة فرواده من كل العالم لم يبق بلد في العالم لم نجد فيه شاعر هايكو. هنالك في العالم عشرات الجمعيات والمؤسسات والأندية التي تهتم بالهايكو لعل أبرزها جمعية الهايكو العالمية والتي يديرها الشاعر الياباني الشهير (بانيا ) ومن العراق الشاعر عبد الكريم كاصد حميد العادلي سعد برغش والمغربي سامح درويش مؤسس نادي هايكو موروكو وحميد الله ومريم لحلو ومحمد بن فارس ومن مصر حمدي اسماعيل وحسني التهامي من الاردن نضال حرب وفاتن انور ومن سوريا ديمتري افيانوس وشفيق درويش ومانيا فرح من تونس نسيم السعداوي وهدى حاجي والجزائر عنفوان فؤاد ومعاشو قرور والاخضر بركة واعتذر لمن لم أدرج أسماءهم في هذا الحوار
هل تسعون الى التطوير في الشعر؟
إذا كان التطوير بمعنى إضافة أجناس شعرية بحسب المرحلة التي نعيشها نعم بالتأكيد. الأدب متجدد والشعر يتقبل الإضافة والتغيير بسبب الطابع الجدلي والحركي للحياة ومن ضمنها الأدب أيضا وخصوصا بعدما أصبح العالم قرية صغيرة. تلاقح الافكار وتبادل الثقافات أمراً وارداً جدا. ناهيك عن رغبة وحاجة الشارع الثقافي لكل ما يلبي ذائقته الأدبية. أما إذا كان المقصود منه التجريب، فهو حالة صحية يكتشف من خلالها أنماط وأساليب جديدة. وتاريخ الشعر العربي يؤكد ذلك بكل شفافية.
لماذا يسعى البعض إلى تسميات جديدة في الشعر والنثر؟ هل هي مدارس جديدة؟
التسميات مفاتيح نقدية وإلا لا يمكن إيجاد نص دون مقومات النقد فهو الخط البياني لأي نص فاذا كانت التسمية دون نقد ما هي إلا زوبعة سرعان ما تنتهي.
كل مبدع يستطيع الخروج خارج النسق بشروطه واشتراطاته وإلا هي مضيعة للوقت ولا يعد الامر أكثر من زوبعة في فنجان لذا بعض التسميات لصيقة بالنص الأصلي لا يمكن الانفكاك عنها بسهولة مثلا الامريكان حين كتبو الهايكو اسموه (البوب) لكن سرعان ما عادوا لأصل التسمية وأخص هنا بالذكر الشاعر كيرواك الذي كان يسمي قصيدته البوب ونشر ديوان باسم كتاب الهايكو لذا التسميات صعبة ما لم تكن للتسمية شروط وخصائص جديدة
ما رأيكم بالمشهد الثقافي والشعري اليوم؟
شتات الواقع كفيل أن ينقل التشتت الى كل مكان بالرغم من أن لشبكات التواصل الاجتماعي من فوائد جمة إلا أن فيه ما فيه من سوء الاستخدام والاستسهال خصوصا إن كان الغرض من نوادي الفيس مثلا أرقام للأعضاء بالتالي يصبح الامر مجاملات وإخوانيات وصداقات حسب الجندر. الأزمة قائمة في الكتابة والقراءة والنقد في الوقت الذي أصبحت الثقافة أو لنقل ظاهر الثقافة هي المهيمنة على المشهد الأدبي.
ماذا عن قصيدة الهايكو؟ وهذا الكم الهائل من الشعراء؟
الهايكو ليس ببعيد عن المشهد الثقافي العام لكن بشكل أفظع خصوصا لأنه وافد جديد الجميع يريد ريادة هذا الفن عربيا لذا أصبح هناك جمعيات سرية وجمعيات علنية والإقبال على الهايكو كان بسبب الاستسهال لذا أصبح الهايكو مطية من لا مطية له رغم أني أراه طبيعي جدا لأن قصيدة الهايكو مغرية تماما لقصرها والطلب المتزايد عليها فأصبحت بعض الشخصيات توزع شهادات دكتوراه فخرية بالهايكو وهي ليست حقيقية طبعا وكذبة كبيرة يحاول فيها إيهام المريدين من أجل استقطابهم الى أسلوبه الذي لا يمت الى الهايكو بصلة..
ودعني أعطي مثالا أنا الآن أعمل على أنطولوجيا للهايكو كان من الصعوبة جدا أن اختار بأريحبة شعراء يمكن أن أضمهم الى الكتاب عدا القليل من لهم الحرفية الكافية بالهايكو لذا طلبت سقف عالي من النصوص كي أستطيع الاختيار منها ما يناسب المرحلة وأن يكون في المستقبل أنموذج لهذه المرحلة
ألا ترى أن الشعر العمودي أو شعر التفعيلة قل مريديه اليوم بعد موجة النثر المنتشرة؟
من المؤكد لان الأدب مرحلي وأيضا نخبوي وكلما تسارعت الحياة نحتاج أدب يحاكي هذا التسارع لذا الأدب أيضا أخذ بنصوص (التيك اوي) لا يوجد الوقت الكافي لدى البعض أن يقرأ عشرون بيتا فأكثر إلا من كان اتجاهه ومزاجيته نحو العمودي مثلا والتفعيلة أيضا.
هذا من باب أن الاستسهال ضبابية وغموض نصوص النثر مثلا جعل البعض يركب نصوصا دون فكرة فقط جمل لا معنى ولا ترابط فيها ولا توجد فيها وحدة موضوعية التي كنا نقرأها لدى الماغوط، نصوصه قضية عامة نفكر بإسهاب معها في الوقت الذي أجد لكل هذه (الهرطقة) من يضع قراءات لا معنى لها تماما كأصل القصيدة.
ما تعليقكم حول نشاطات اتحاد الادباء المنتشرة في المحافظات؟
في الوقت الذي نعاني منه قلة القراءة هناك من يحاول أن يوصل الادب الى جيوبنا بعد أن أصبح هناك غرف للبث المباشر ولعل أحد فضائل كورونا علينا جعلنا متقاربين جدا عبر الواقع الافتراضي من خلال أمسيات متلفزة التي تقيمها بعض اتحادات الادباء وأخص نادي وتريات قصيدة النثر أنموذج رائع من الحراك الادبي
هل اختلف المشهد الثقافي عن السابق وبات مفتوحا امام كل المواهب؟
المواهب دائما تفرض نفسها والأبواب باتت متاحة أكثر من الأجيال السابقة وإن نهر الثقافة أصبح متجدد أكثر بعد الاستحواذ في الأجيال السابقة ودعني أخبرك شيئا عن جيلنا كنا نعاني الأمرين كي تصل نصوصنا الى صحيفة ما وكان فرحنا عارم إن تمت الموافقة على نص الآن أصبح لكل كاتب صحيفة خاصة به وجمهور خاص به من العجيب ألا تظهر المواهب أمام هذه البحبوحة
هل تطمحون أن تكون الثقافة خبرا رئيسا في العراق؟ وما هي الخطوات التي تقترحونها لتفعيل دور الرقابة على الأديب؟
اكيد المثقف نبض الشارع والمعول عليه في كل العالم لكن أمام التعدديات الحزبية في العراق وتبني بعض المثقفين كابواق لها من الصعب ان نصل الى ثقافة سيادية توافقية يمكن أن تطرح رؤيتها دون خوف أمام الافكار السائدة الآن خصوصا مع الانفلات الأمني الحالي والسابق هناك بند جاهز لان تقمع الآراء المضادة او الخارجة عن السرب الفئوي او الحزبي رغم أن ما أقوله ليس بجديد خصوصا في العهد السابق إلا أن المثقف بقي تحت المصادرة والقمع الفكري أما عن الرقابة إن كانت نزيهة راعية للابداع محايدة اكيد سيكون لها صوت لكن إننا الآن وفي ضوء المحاصصة السياسية والفكرية لن يوجد اي منجز يمكن ان يمر بسلام الى المتلقي .. برأي الشخصي الرقابة الآن في هذا الوضع حكم بالإعدام على الأدب وإن الرقيب الحقيقي الآن هو المتلقي.
ولندع المتلقي هو الرقيب على ما يريد من أدب
ماذا عن الشعراء الشباب؟ وهل أنتم مع الابداع الذي يطرحون؟
لا يوجد أدب محدد بعمر الموهبة جينات متوارثة والإبداع يحتاج التوجيه. أنا مع اعطاء فرص متكافئة للجميع فلكل مرحلة شعراؤها وهذا سر ديمومة الإبداع ولا أحد يستطيع تغطية الشمس بغربال المبدع منجزه دال عليه وهناك في العراق من يتبنى الشباب وأخص بالذكر اتحاد أدباء البصرة المتمثل بالدكتور سلمان الكاصد في الملتقى الاول للهايكو أراد مني اسماء شعراء شباب وكذلك بالاتحاد المركزي وجدت بالأديب منذر عبد الحر وعمر السراي ما يبهج في تقبلهم للشباب والاشكال الشعرية الجديدة التي أصبحت ضمن جسد الشارع الثقافي
ماذا عن عشرات المنصات الإلكترونية التي تنشر كل ما يقع بيدها من نصوص؟
اعتقد أنى اجبت عن هذا السؤال لكن باقتضاب.. بما أني لدي منصة الكترونية وقريب على سؤالك..
هناك غالب مستشري من المنصات أشبه بـ(الأسواق الشعبية ) الغاية منها فقط جمع أعداد وإن كانت لا تنشر إلا أنه يرحب بأي نص ويهب من الأوسمة والأنواط لهذه النصوص باسم التشجيع لمكاسب شخصية لصاحب المنصة منها الانتشار والريادة دون التعكز على الجودة وبالغالب أكثر المنصات هذا هدفها الرئيس ومنصات أخرى تعتبرقليلة جدا التي تتمسك بسياسة خاصة بالنشر وفق مبادئ وخصائص على الشكل الشعري الذي تعتمدها نعم تعاني من الافتقار الى الأعضاء حتى تصل الى الثقة الجمعية لدى الأعضاء لكن هذه المنصات قليلة جدا كونها لا تهب التشجيع الوهمي والمكاسب الخاصة .. لدى الكاتب هاجس المقبولية بالتالي يذهب حيث المقبولية مضمونة فلا يوجد ناقد حقيقي محبوب وصاحب المنصة على الاقل أن يكون ملما في خصائص نوع الأدب المعروض لكي نضمن جودة بالمنجز المنشور ولعل سهولة عمل منصة سمح لكل هذا الهرج والمرج وكثرة الأسواق الشعبية على مواقع التواصل فلا تستغرب إن قلت لك حتى في الأدب هناك نصوص (بالة)
هل أنتم مع الشاعر كثير النشر؟ وهل للصحافة دور في تنمية الذائقة الشعرية؟
الأدب بكل أجناسه ليس زراعة او مفاقس الإبداع مخاض ولا نستطيع أن نعول على القصيدة أو وقت هطولها ولا يمكن لكاتب أن يكون له منجز إبداعي ثابت والأمر هنا هو الصحيح كثرة النشر هو اجترار الكاتب لنفسه مالم يكن مختلف عن ابداعه السابق وإلا لايمكن بناء نص متفرد حسب الطلب وإني متاكد أن النص حسب الطلب سيكون إما مجترا او متناصا مع نص آخر في الذاكرة الجمعية فمثلما نكتب نقرأ وتلامسنا بعض النصوص الجيدة وما أجبرنا على الكتابة اللحظية أكيد سنقع بالتناص.
الصحافة لن تموت بل تتمظهر أي أنها كغيرها من المنصات تأخذ شكلا لتصل الى المتلقى لذا نعم الصحافة مهمة في عرض الإبداع إذا كان القائم على الصفحات الثقافية مثلا من رحم الثقافة مصقولا فيها كي نتلمس نصوص ذات قيمة في الصحف
هل السياسة عنصر رئيسي في التداول الشعري؟ ألا ترى أن الأمر تعدى المقبولية؟
التطبيل قد تعارضني على هذه الجملة أسلوب إبداعي اكتشفته السياسة فهناك أسماء مبدعة قضت عليها السياسة بسبب التطبيل ولكل حزب اليوم مطبل إبداعي تسمح وتساعد على انتشاره في الوسيط ليصل التطبيل للجميع وهذا محكوم ليس قسري انما اليوم مادي وإلا من كان لا يطبل للعهد البائد وهذا هو القسري أما اليوم هناك شعراء مقرونين باحزاب مثل (المهاويل) مع احترامي للمهاويل تجده في كل المحافل وهناك من يسهل وصوله اليها.
وهناك من يعتلي أكتاف السياسة ليصل بطرحه المعارض لها وهم الأكثر متابعة لأنه متنفس للبعض أو يقول كل ما يريد قوله وبرزت أسماء كثيرة استغلت هذه النمطية لذا نعم السياسة عنصر رئيس في التداول الشعري بين موافق ومعارض
نبض الهايكو! الهايكست! متى ستكون عادية كما قصيدة النثر والضجة التي رافقتها؟
تعرف أنا اعتبر ما أسميته بالضجة أمر صحيح جدا ومحفز جدا ونحن من اعترضنا على الشعر الحر حتى بات له رواد واعترضنا على النثر وصار له رواد والهايكو لن يمر مرور الكرام مالم يعارضونه.
الاعتراض مهم لان المعترض أكيد قرأ الهايكو وأكيد أنا انتظر رأي منه حتى لو كان سلبيا لأن النقد الأول للشكل الشعري هو الاعتراض لأنه العتبة الاولى للتوطين بالرغم أن العراق كان الأول عربيا في توطين هذا الشكل الشعري دونا عن باقي الدول العربية وإن لم يكن العراق سباقا باحتضان الهايكو لأصبت بخيبة أمل كبيرة خصوصا أن العراق سباق دائما بالحداثة والتطوير الإبداعي
ماذا عن النقد الشعري؟ وهل تهتمون بما يصدر من النقاد؟
مهما كان النقد فهو مرحب به ولا يوجد شاعر أو قصيدة لا تمر بناقد وان مفهوم النقد الأول هو قبول المتلقي والثاني المنهجي لنقاد لهم باع في تفكيك النص وإظهار جوانبه القوية والضعيفة.
ولأن الهايكو حديث على العرب مازلنا بانتظار منظومة نقدية تحدد القوة والضعف في النص. لكن هناك قراءات انطباعية لنصوص أنا شخصيا لا أعول عليها لأنها بعيدة عن النقد وهي أشبه بالتأويل وهذه السمة التأويلية أيضا سائدة ليس في الهايكو فقط إنما في كل مجالات الأدب
وإن النقد أوتاد تثبت النص في الشكل الشعري العام لذا من المهم أن يكون النقد حاضرا في الهايكو
هل ستكون لكم دولتكم الشعرية؟ واتحادكم؟ ومنصات خاصة بقصائد الهايكو؟
دولة شعرية مصطلح كبير على الهايكو في الوقت الحاضر أنا رجل واقعي جدا وآخذ الأمور بتراتبية تمنع سقوط الكاتب والنص فكل صعود سريع هناك سقوط أسرع أنا أعمل ضمن أجندة خاصة أولا أبحث عن مقبولية النص في الشارع ومن ثم في الشارع الثقافي ومن ثم التوطين الكامل ليكون للهايكو منصات مستقلة وأقصد هنا مهرجانات للهايكو..
لذا أنا أساعد الجميع في طبع ديوان ورقي بالهايكو في محاولة حثيثة لإيصال الهايكو للمتلقي وقبلها أنا كنت أعد دواوين الكترونية تحت سلسلة أسميتها شعراء نبض الهايكو وصلت الى نحو خمسين ديوان الكتروني خلال سنتين من عمر منتدى نبض الهايكو.
اضافة الى مجلة فصلية تضم في كل عدد أكثر من 500 نص وبثلاث ترجمات حاليا أتبنى نتاج الاخوة شعراء الهايكو الكورد وأعددت لهم فصلا في الأنطولوجيا هكذا تكلم الهايكست لأني أرى في نفسي متبني لقضية وليس شاعر يكتب فقط ناهيك عن تأسيس رابطة هايكو سومر والتي أعول عليها في المستقبل أن تكون نواة في توسعة نطاق الهايكو في أرجاء الوطن.
أعلى الجسر
ببطء يتدفق النهر
كلما قلتُ احبك!
*
حظرُ تجوال
بتحليقٍ خفيض يقطع
الطريقَ كيس فارغ
تحمر وتحمر
كلما تكلمت عن الحب
فاونيا الأصيص
بالشرفة
ثمة نسمةٌ هاربةً
تلامسُ خدك
**
مشياً على لا هدى ؛
حينما أحدثك
تجيب الأزهار بالاهتزاز
قفصٌ فارغ ٌ
من البابِ المفتوحِ مرارًا
يمرّ ظلّ العصفورِ
*
عرجونٌ قديمٌ
شاحبٌ جدًا يصلُني
الضوءُ
*
صباحٌ ثلجيّ
يشعِرني بالدفءِ
أحمرُ شفاهٍ ناريّ