تغيرت اسماؤها منذ العام 1900 حتى العام 1970
الانسانية والرحمة والمواساة وكل مايعبر عن الانسانية الحنان والرافة والايثار في سبيل توفير الحياة السعيدة لبني البشر هي صفات التصقت بالطب منذ نشأته..........
يحدثنا التاريخ ان معالجة المرض قد خرجت الى حد ما من اختصاص الكهنة منذ سيطرته حيث كات يعتقد ان معالجة المرض مرتبطة بالارواح الشريرة وبالرجس , اما الصحة فقد ارتبطت بالهة الشفاء والحكمة . اذن فمن الطبيعي ان يمارس الطب في بدايته الكهان والسحرة وقد نشات منذ عهد حمورابي مهنة الطب كمهنة منتظمة للاطباء ذات اجور وضوابط ومحتويات يحددها القانون .. ثم تحول الطب من ممارسة انسانية تبغي مرضاة الالهه الى صناعة ومهنة نحو المادية بمرور الزمن فبعد ان كان الطب فننا ييزاوله رجال الدين والكهان والانبياء مرضاة لله وخدمة للانسانية تحول الى صنعة ثم الى مهنة ثم الى طرق الاثراء من قبل البعض . ويمكن ان نستنتج ذلك من تغير المفاهيم التي طرأت على قسم (( ايبوقراط )) المشهور التي صار تقليدا في كل كليات الطب في العالم يؤديه الطبيب المتخرج قبل مزاولته المهنة ..لقد الزم خريج الكلية الطبية الملكية العراقية بالقسم التالي (( اقسم بالله العظيم ان اكون شكورا لمن علمني هذه المهنة وفيا لاولاده وان اجتهد في مداواة المرضى وتربيتهم لا لطلب المال بل رافة بالانسانية ولاسيما الفقراء , لا ابتغي من ذلك نفعا , وان لا اعطي لاحد دواءا قتالا ولا اعطي النساء دواءا لاسقاط الاجنة ولا افشي للمريض سرا متباعدا عن كل دنس وفجور وان اكون حسن السيرة مع الزملاء , محافظا على الاداب الطبيعية وان اكون مخلصا لمليكي وبلادي ولا اخون عهدهما ولا اضحي بمصلحة عامة لمصلحة خاصة وان احترم القانون )) .
في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي شهد العراق خدمات طبية متواضعة وفقيرة تم توفيرها من قبل سلطات الاحتلال العثماني ولم تكن في العراق سوى دار للعجزة تسمى (التمبل خانة) في بغداد حيث وصفت هذه الدار بأنها كانت ذات غرف قذرة مظلمة يحجر فيها المرضى المصابون بالجذام والامراض السارية. وبمناسبة قيام شاه ايران ناصر الدين القاجاري بزيارة العتبات المقدسة عام 1870 في زمن الوالي مدحت باشا لأقامته وحاشيته . فقد اقيم بناء مناسب يتكون من قاعة كبيرة تحيط بها غرف عديدة عالية السقوف. وبعد انتهاء الزيارة التي دامت ثلاثة اشهر اصبح المكان شاغرا، فقرر الوالي مدحت باشا تحويله الى حديقة عامة عرفت بحديقة البلدية. الا ان الوالي تقي الدين باشا الذي تولى
ولاية بغداد 1886- 1889 اتخذ الأبنية مقرا لولايته وسكناه. واستمر حتى عام 1891 عندما خصص البناء لاقامة المشير نصرت باشا الذي غضب عليه السلطان عبد الحميد ونفاه الى بغداد واستمرت اقامته الى العام 1897 عندها قرر المشير رجب باشا المفتش العام للجيش العثماني اخلاء البناية وتحويلها الى مستشفى لعلاج افراد الجيش العثماني بعد ان ادخل عليها تعديلات وتوسعات وزودها بمختلف الاجهزة والمعدات الطبية، وكان افتتاحها عام 1900 اطلق عليها (مجيدية خستخانه سي) نسبة الى السلطان عبد المجيد وكان اطباؤها اتراكا ولا يوجد طبيب عراقي فيها . وفي العام 1917 بعد الاحتلال الانكليزي اطلق عليها (المستشفى العسكري الثابت) رقم 23 وكان يضم احدى عشرة ردهة خصصت الردهتان العاشرة والحادية عشرة منها للمجندات ونساء الجيش الانكليزي. وفي عام 1921 اضيف اليها جناح للعمليات الجراحية يتكون من ثلاث صالات اثنتان للعمليات الكبرى وواحدة للعمليات الصغرى. وفي العام 1922 وكانت البناية لاتزال بأمرة الجيش البريطاني ارتأت وزارة الصحة العراقيى تطوير هذه المستشفى التي كانت بدايتها مبنية من الطين والقصب وتسلمها من الجيش الانكليزي لتكون المستشفى الرئيس في بغداد....وقد تجمعت فيها المعاهد والمؤسسات الطبية مثل معهد باستور والمعهد الكيمياوي والاشعة ودار التوليد وقسم الامراض العصبية وقسم التحليلات المرضية وقسم الامراض التناسلية ومختبر البكتريولوجي والعيون واصبح اسمها في العام 1923 (المستشفى الملكي) لكن الاهالي استمروا بتسميتها بالمجيدية ،وفي العام 1930 افتتحت فيها عمادة كلية الطب ثم عمادة كلية الصيدلة ثم مدرسة الموظفين الصحيين ومدرسة التمريض . وبعد ثورة 14 تموز 1958 تحول اسمها الى( المستشفى الجمهوري) حتى عام 1970 عندما تم انشاء بناية حديثة وانتقلت اليها وسميت (مدينة الطب)