* ولد اراد المعرفة، سأل فلوبير يوما، وهو يقرأ الاشهر من سردياته ، مدام بوفاري، كيف كتبت كل هذا التأريخ ومن اين جئت به؟
فلوبير صانع تجسيدي له منبوشات لم يطلع عليها احد سواه، ولايمكن لغيره الوصول اليها، اجاب.. الطرق التي اريد ولوجها اصنعها بنفسي وامنحها الحياة التي اريد واخذ معي كل مايبهرني واحتاجه في رحلة الانتقال التي قد تدوم لبعض الوقت!!
تلك المعرفية التوضيحية، لم ينتبه اليها السارد العراقي منء بدايات المسرودات التدوينية، ظل مشغولاً الى حد البله ، بالمؤدلجات التي جعلت السرد يدافع عن الايدلوجيات ويتبناها بشكل مضحك وخال من البنائيات الفنية، ولكن الامر مالبث أن تغير وكأن الحروب، دفعت بالسراد الى ولوج مطامير غير مكتشفة، تدون التواريخ وتجسد صراعات شخوصها وفعالياتهمْ، مع خلو واضح للايدلوجيا وضوابطها الدفاعية، هذا ماتفعله السرديات العراقية منذ انهيار الصنم حتى الان، مسرودات تدوينة ، توثق حقائق ماحدث وتشير بجرأة الى ماقد يحدث ذات لحيظة انفجار غير محسوبة العواقب، من وسع هذا الباب المزدحم بالداخلين، ولج ناهي العامري، الى عمق مكونات الاسئلة، بعد ان خبر الكتابات الصحفية وتعلم منها مايساعده على ايجاد لغة سردية محايدة، لاتخوض في اشكاليات الشاعرية ومستوياتها التي امتدت الى العمق، يلج ناهي العامري منابش اختياراته دون عناء مع بعض من التفحص والتقصي الاختياري، يرسم ملامح شخوصة ، بدقة رسام، وينتقل الى ماهيات الفعل الحركي، تسلسل مرويات العامري السردية داخل الامكنة المعلنه، مزحزحاً الازمنة لغرض توظيفها لغاياته التشيدية، لا عناء في الامر السردي، مادام الفاعل التاريخي خاضراً، ويمكنه ان يقدم للسارد مايحتاجه من صراعات ثيمية، وحواريات تعتمد التطابق الواقعي بكل تفاصيله مع حركات تسهم في تواصل الافعال وتعمل على تماسكيات الثيم وتلاحقاتها المهمة، لايشعر المتلقي مع شخوص ناهي العامري، بالغربة قط، لانها تشكل جزءً من ذاكرته الجمعية، ومواجعه واحزانه، عبر مساحة السرد وهي في عمومها ضيقة ولا يمكن ان تتشعب، يؤمن المتلقي، بل ويجزم ان ما يقرأ كان قد كشف تفاصيله، لكن اعادة ناهي العامري السردية، منحته الفرادة في الاختيار والبناء، والفرادة في استخدام اليومي المحكي مع رشات من الدراما الادهاشية التي تشد المتلقي اليها، لايغفل العامري تجميل خياراته بوابل من المعشوقات وقلوبهن المتطلعة الى لحظات اللقاء، والاغتسال بماء اللوعة والانتظار، تلك مهمة وان كانت تشتغل على ماهو خارجي، مهملة بالتمام ردود الافعال النفسية والتي يمكنها اعطاء الشخوص المجسدة بعداً تأثيرياً مقنعاً، ماتلبث ان تتحول هي الاخرى الى تاريخ مختلف بتمامه، هل يمكن ان يتحول السارد الى مؤرخ يمشي على ذات المؤرخين الذين تحركهم رغبات ومطامع شخصية؟
ام ان سردياته تنحاز الى الجمال وارثياته دون اهمال الارشفة الخالية من القصدية، السياسية والاجتماعية والفكرية؟.المهمة على غاية من الارهاق، وتحتاج الى سارد فطن واع الى مثل هذه المهمة، التي تزيح الادلجة بل وربما تعمل على محوها، شخوص ناهي العامري، حيادية امام مايحدث، تسهم في بناء الثيم وتثبيتها وتطوراتها ايضاً مع رفض للتبني والدفاع الاعمى، والابتعاد بكلية واضحة عن كل مايحسب على انه انتماء و اسهام وايمان بالثوابت القيمية التي قد تخالف المفاهيم القيمية الجمعية، وتظل لغة ناهي العامري داخل حدود السرديات الاعتيادية، الواقع لاينتج لغة خطاب متعالية او عليا، لهذا يظل الخطاب داخل مسرودات ناهي العامري، الاقرب الى روح المتلقي وشرائعة، الحكي السائر بتسلسل هاديء، والثيم البسيطة المكملة لبعضها بتصاعدية معروفة الحدود والابعاد، ناهي العامري سارد مجد وهذا مادفع به الى امام رغم تجاهل النقدية العراقية الذي اظنه مقصوداً، لان نقديتنا لاتبحث عن الجديد وان كان فاعلاً وتتمسك بثوابت الاسماء والاجيال ايضاً، محنة كبيرة تظل تلاحق اجيال السرد لازمنة طويلة، ومنهم ناهي العامري الذي يسعى وهو يحمل عصا السرد الذي يهش بها على مسروداته وله فيها مآرب اخر، عميقة الحضور والتأثير!!
منطقة المرفقات
فلوبير صانع تجسيدي له منبوشات لم يطلع عليها احد سواه، ولايمكن لغيره الوصول اليها، اجاب.. الطرق التي اريد ولوجها اصنعها بنفسي وامنحها الحياة التي اريد واخذ معي كل مايبهرني واحتاجه في رحلة الانتقال التي قد تدوم لبعض الوقت!!
تلك المعرفية التوضيحية، لم ينتبه اليها السارد العراقي منء بدايات المسرودات التدوينية، ظل مشغولاً الى حد البله ، بالمؤدلجات التي جعلت السرد يدافع عن الايدلوجيات ويتبناها بشكل مضحك وخال من البنائيات الفنية، ولكن الامر مالبث أن تغير وكأن الحروب، دفعت بالسراد الى ولوج مطامير غير مكتشفة، تدون التواريخ وتجسد صراعات شخوصها وفعالياتهمْ، مع خلو واضح للايدلوجيا وضوابطها الدفاعية، هذا ماتفعله السرديات العراقية منذ انهيار الصنم حتى الان، مسرودات تدوينة ، توثق حقائق ماحدث وتشير بجرأة الى ماقد يحدث ذات لحيظة انفجار غير محسوبة العواقب، من وسع هذا الباب المزدحم بالداخلين، ولج ناهي العامري، الى عمق مكونات الاسئلة، بعد ان خبر الكتابات الصحفية وتعلم منها مايساعده على ايجاد لغة سردية محايدة، لاتخوض في اشكاليات الشاعرية ومستوياتها التي امتدت الى العمق، يلج ناهي العامري منابش اختياراته دون عناء مع بعض من التفحص والتقصي الاختياري، يرسم ملامح شخوصة ، بدقة رسام، وينتقل الى ماهيات الفعل الحركي، تسلسل مرويات العامري السردية داخل الامكنة المعلنه، مزحزحاً الازمنة لغرض توظيفها لغاياته التشيدية، لا عناء في الامر السردي، مادام الفاعل التاريخي خاضراً، ويمكنه ان يقدم للسارد مايحتاجه من صراعات ثيمية، وحواريات تعتمد التطابق الواقعي بكل تفاصيله مع حركات تسهم في تواصل الافعال وتعمل على تماسكيات الثيم وتلاحقاتها المهمة، لايشعر المتلقي مع شخوص ناهي العامري، بالغربة قط، لانها تشكل جزءً من ذاكرته الجمعية، ومواجعه واحزانه، عبر مساحة السرد وهي في عمومها ضيقة ولا يمكن ان تتشعب، يؤمن المتلقي، بل ويجزم ان ما يقرأ كان قد كشف تفاصيله، لكن اعادة ناهي العامري السردية، منحته الفرادة في الاختيار والبناء، والفرادة في استخدام اليومي المحكي مع رشات من الدراما الادهاشية التي تشد المتلقي اليها، لايغفل العامري تجميل خياراته بوابل من المعشوقات وقلوبهن المتطلعة الى لحظات اللقاء، والاغتسال بماء اللوعة والانتظار، تلك مهمة وان كانت تشتغل على ماهو خارجي، مهملة بالتمام ردود الافعال النفسية والتي يمكنها اعطاء الشخوص المجسدة بعداً تأثيرياً مقنعاً، ماتلبث ان تتحول هي الاخرى الى تاريخ مختلف بتمامه، هل يمكن ان يتحول السارد الى مؤرخ يمشي على ذات المؤرخين الذين تحركهم رغبات ومطامع شخصية؟
ام ان سردياته تنحاز الى الجمال وارثياته دون اهمال الارشفة الخالية من القصدية، السياسية والاجتماعية والفكرية؟.المهمة على غاية من الارهاق، وتحتاج الى سارد فطن واع الى مثل هذه المهمة، التي تزيح الادلجة بل وربما تعمل على محوها، شخوص ناهي العامري، حيادية امام مايحدث، تسهم في بناء الثيم وتثبيتها وتطوراتها ايضاً مع رفض للتبني والدفاع الاعمى، والابتعاد بكلية واضحة عن كل مايحسب على انه انتماء و اسهام وايمان بالثوابت القيمية التي قد تخالف المفاهيم القيمية الجمعية، وتظل لغة ناهي العامري داخل حدود السرديات الاعتيادية، الواقع لاينتج لغة خطاب متعالية او عليا، لهذا يظل الخطاب داخل مسرودات ناهي العامري، الاقرب الى روح المتلقي وشرائعة، الحكي السائر بتسلسل هاديء، والثيم البسيطة المكملة لبعضها بتصاعدية معروفة الحدود والابعاد، ناهي العامري سارد مجد وهذا مادفع به الى امام رغم تجاهل النقدية العراقية الذي اظنه مقصوداً، لان نقديتنا لاتبحث عن الجديد وان كان فاعلاً وتتمسك بثوابت الاسماء والاجيال ايضاً، محنة كبيرة تظل تلاحق اجيال السرد لازمنة طويلة، ومنهم ناهي العامري الذي يسعى وهو يحمل عصا السرد الذي يهش بها على مسروداته وله فيها مآرب اخر، عميقة الحضور والتأثير!!
منطقة المرفقات