*منذ صباه السومريْ، ولوعات طفولته التي جعلت منه متمرداً، يبعثر الأسئلة دون انتظار الاجابات، كان هاجس ليالية يدفعه الى ترتيب الحكايات بانساق تصطف مثل لحظات تلقيه درسه الاول، يضع يومه ضمن الامتحان الاصعب، والفكرة الادق والتي تمنحه تأملاً لم يتعوده ، لكنه مالبث ان ادمنه، ليلج من خلاله دوامة القلق والترقب، كان السؤال الذي يحاول تفكيك مساحات زحمته، ماالشعر.. ولم يجب ان يكون السومري شاعراً.. وماالذي يمنحه الشعر لذات مثل ذاتي، مجبولة على فهم معاني الريبة والقهر؟
وهل يمكن الاتيان بالشعر من واد عبقر كما يدعون؟
وكيف يمكن الأمساك بشيطان شعر يوصلني الى أول خطوات الصراخ؟
تلك السيول من الوجدانيات المثيرة للجدل، دفعت بزعيم النصار، الذي كان منفوش الريش بسبب اسمه، الانتقال عبر معرفيات متعددة، نبش كل الارثيات الشعرية الحديثة من السياب حتى ابواب سامي مهدي، ولاحق خطوات كافافي، ورامبو، وبودلير، وبيرس، وتمنى ذات حلم متوحش لو انه جلس عند ضفاف السين ليكون نديما لسيلفيان دوبوي، من اين تجيء القصائد، فرده الشاعرة باجابة ايقظت روحه القلقه، تحتاج الى الله المشع لكي تقول، والى الكثافة المتربة والرهيبة للكلمات، وضع الاكتشاف نصب أعماقه، التي كانت ترفرف مثل طير جريح، من خلال مسرح ومرآيا اودونيس وانسي الحاج، تمكن زعيم النصار من الأمساك بلحظة انبثاق واحدة، اوقفته عن شاطيء لم يقف عنده واحد من ابناء جيله الذين شغلتهم الحروب واستبداد التوابيت، وحده ظل يحاول الأبتعاد عن عتمة البارود وصرخات السواد، ذاك الخيار منح زعيم الطائي قدرة سريعة على اجتياز حدود الأعلان، راح يبشر عن ميلاده الشعري، بعيداً عن ضجيج الرغبات.. والمنابر الفارضة شروطها، هذا التميز جعل زعيم النصار يقع في بؤر من الأشكاليات المتحانية الصعبة، اذا كان ثمة رفض لكل اليوم المدجن بالتبشير للموت، من اين يمكن ان يجيء مأدهاشاته الشعرية، خيارات صعبة، وتدجين اليوم فكرة لاتمنح الشاعر ثباتاً وتميزاً، مادام مثلها الكثير، لهذا عمد النصار الى المشاغل الذهنية التي تعطي متلقيها قدرات على تفحص كنه المعنى وضرورة السؤال، يشعر المتلقي انه امام امتحان كوني لذات مدمرة ترى في المكان والزمان مالم يره غيرة، تمتاز سرديات زعيم النصار الشعرية، بصور تفلسف وجودها، وهي ثيم تصاعدية، ولكنها ترفض وبشدة ملاحقة بعضها الأخر، تظل موجودة، ومؤثرة، ومأزومة، دون القبول بالاندماج القسري مع لواحقها، لبنة جريئة داخل التجسيد البائي العام، ونقطة فعل تضيء القصدية بخصوصيتها، لهذا ظلت تجربة زعيم نصار، خارج اطر التجيل وملاحقه، مكون فرداني، وأن اهمل تجربته وذاته الشعرية لمشاغل انسانية واجتماعية ربما، بقي نصار وفياً لاشتغاله لايحبذ الخروج عن اطره ولايسعى لأي ارضاء منبري، يؤمن بثلاثية التلقي، الشاعر الخالص، الشعر الخالص، المتلقي الخالص، هذا الأيمان يحتاج الى محو لمفهوم التلقي لدي العقل الجمعي، الذي يرى في الشعر تطريب وهجو وترغيب، لم لم تلتفت النقدية العراقية لسرديات زعيم نصار الشعرية؟.اهو الخوف من الجديد الذي يطرحه نصار، وعدم تمكن الناقد من اكتشاف مكامن الجدة والتجديد.. ام هو الاستسهال الذي جعل من النقد المعرفي مجرد انطباع معرفي يعيد حكايات المسرودات الحكائية والشعرية، وما تقدمه سرديات زعيم نصار الشعرية لايمكن تلخيصة، لانه لحظتئذ سيغدو امام المتلقي مجرد هذيان متوحش لولد سومري ، كان يركض خلف سراب القائد ذات ظهيرة ذيقارية لافحة!!