لو كنتُ أملِكُ من أمطارِ ضحكاتِكْ
لما تركتُكَ زيتاً لاحتراقاتِكْ
لهفى عليكَ وما نهرٌ يطمئنُني
بأن قلبَك لمْ يغرقْ بدمعاتِكْ
بلى عرفتُك سحرَ الليلِ يا قمراً
فكيف تطفىء رغم النور نجماتِكْ
أنا انتظارُ الصباحاتِ التي بقيتْ
ترتّلُ الشمسَ في موّالِ عتماتِكْ
أنا ملامحُ منسيينَ موطنهم
حزنُ الأغاني وسطرٌ من بداياتِكْ
لقدْ تصدّأَ إحساسي مكابرةً
ومسّهُ الضرُّ مكويّاً بجمراتِكْ
إليكَ حشّدتُ نبضي حينما فتكَتْ
بكَ الهزائمُ و استشْرتْ بنبضاتِكْ
وقد تعوّدَ قلبي الموت عن كثَبٍ
كم مات قبلاً وكان الداءُ سكتاتِكْ
لقد رسمْتُكَ تمشي في قصائدنا
فاعشوشبَ الشعرُ مخضلاًّ بخطواتِكْ
يا فكرة الشمسِ ما مرّتْ على حجرٍ
الاّ تأنّقَ نجماً في سَماواتِكْ
منْ أيّ خارطةٍ للتِيهِ جِئْتَ و هل
غير المنافي دليلٌ لاتجاهاتِكْ
كنّا نغرّدُ والأشجارُ تعرِفُنا
واليوم نعزِفُ أنّاتي وأنّاتِكْ
كنّا الحقيقةَ ما تيهٌ يزعزعُنا
أنّى تركْتُكَ تيهاً في فراغاتِكْ
لقدْ حملْتُ على النسيانِ ذاكرتي ال
ولهى بكلَّ قديمٍ من حكاياتِكْ
وقدْ نُفيتُ وبي شوقٌ يُطاردني
وحاصرتني جموع من جراحاتكْ
(يا الفُ ليلةَ) عمري كنتِ حانيةً
لو لا التأرّقُ في أحضانِ ليلاتِكْ
فلنسأل الدهرَ هل سهوٌ يجمّعُنا
لكي نجمّعَ خيباتي وخيباتِكْ
ونكرمَ النار من جمرات خيبتنا
الكبرى ويُبكيَ لحنُ الاهِ ناياتِكْ
تُطوى رسائلُ عمري كيفما كُتِبتْ
بدمع حزنيَ أو بسمِ انكساراتِكْ
لو كنتُ أملكُ من أمطار ضحكاتِكْ
لما تركتُكَ زيتاً لاحتراقاتِكْ