شَرِبتْ هواكِ فأشرقتْ عمّانُ
والرافــدانِ وقلبــيَ النشــوانُ
وتلا قصيدَتَكِ الرقيقةَ خاطري
حتّى نما في نبضــِهِ خـَــفَقانُ
أنا يا (ليالُ) عجنتُها بسريرتي
ودموعُ قلبي في المدى شطآنُ
أتلوكِ عمراً كي أراكِ قريبةً
منّي وينــسى نفــسَه الحرمانُ
من ألفِ ألفٍ يا (ليالُ) حكايتي
تـــسري بها الأيّــامُ والرُكبانُ
وتلقّفتْ حُـــزني قوافــلُ أعيني
واستنفرتْ في شدوِها الأحزانُ
لكنــّني أحــيا ودونــي قــامةٌ
من كـــبرياءٍ كلُّــها إيـــمـــانُ
أمشي وأمشي والطريقُ يجرّني
لحــقيقةٍ شابتْ فشـــابَ زمانُ
أنا يا (ليالُ) عرفتُها وعرفتُني
مذ عربدتْ في دربها الأضغانُ
بيني وبينكِ تستفيقُ حــوادثٌ
نشبــتْ بها الأوجاعُ والنيرانُ
وأنــا أُوزّعُ بيــن أهلي حُــرقةً
من سطوة التاريخِ وهي تُصانُ
وأكـــادُ أحملُني الـــيهمْ خــافقاً
بالحبِّ يسمو ، بالشذى يـزدانُ
لا أحــملُ الحِقدَ الـــقديمَ اليهمُ
أبداً ويحمي مهجتي النسيانُ
أنا يا (ليالُ) خـــمائلي ورديّةٌ
والحبُّ فـــيها مُشرَعٌ هيمانُ
صُبّي على ناري أمانَكِ كلّهُ
فـأنا وأنـــت منـارةٌ وأذان
قولي لهمْ : في الرافدينِ ودَاعةٌ
قولي لهمْ : إنّي هـــنا إنــــسانُ
* * *