ويقولونَ: إنهُ الآنَ صبُّ
بينَ ضلعيهِ من تَناجيهِ ربُّ
ويقولونَ: تستفيقُ الشواطي
حينَ يتلو للموجِ كيف يحبُّ
ولدى صدرهِ مجرةُ وجدٍ
غير أنَّ اسمَها لدى الناس قلبُ
ويقولونَ: إنَّ ليلاهُ شاخت
كلياليهِ وهو للآنَ يحبو
ثَمَّ قصرٌ من التخلي مشيدٌ
هو في سطحِهِ المقدسِ ثقبُ
حافراً في المدار أسئلةً صماً
ويدري أنَّ الإجاباتِ غَيْبُ
إن يكنْ أبيضَ المواويلِ فالشعرُ
على هامةِ الأمانيِّ شَيْبُ
أو يكُ احمرَّها فهذا المُدمَّى
عمرُهُ الأفْقُ والخناجرُ سُحبُ
حاولَ الغيثَ أن يّظلَّ حميماً
معَ روحِ الأوراقِ خيفةَ تخبو
واستمالَ الأنداءَ تُرضع عشباً
تثِبُ الأرضُ حين يدرجُ عشبُ
غيرَ أنَّ الذي تمناهُ: صدقٌ
ونواميسُ هذهِ الأرضِ: كِذْبُ
ويقولونَ: سائحٌ في التلاشي
الريشُ فحواهُ، والغموضُ المهبُّ
وَسعَ الصحوَ حدَّ صارَ فضاءً
حشوَهُ نورسُ التضاؤلِ يربو
واستشارَ النوافذَ السُّمرَ، أيُّ
الأرضِ لوذ؟ فقالتِ: الأرضُ رعبُ
واستشارَ الرياحَ: يا فرسَ الحسِّ
توانَي بيَ المسافاتُ تكبو
فأجابتهُ: إنكَ الآنَ طفلٌ
هو في مخلبِ الكهولةِ نهْبُ
فتمادى بأن يّعاشر أمناً
بينَ جدرانِ ذاتِهِ يستتبُّ
هُوَ في عزلةِ التجلي نبيٌّ
ويقولونَ: إنهُ الآن صبُّ..
* * *