لو كنتِ تعلمين
ماذا يخبّي صمتي المعذب الحزينْ
من الرؤى الجريحةْ
بخنجر اليأس الذي ترهفه الأيامْ
بمدية الضياع والالآمْ
لو كنت تعلمينْ
ماذا وراء عيني الحيرى
ماذا يلظي آهتي الحرّى
من الأسى والامل الدفينْ
لو كنت تعلمين ذا ما لمتني
وقلت لي بصوتك الحنونْ :
ما صمتك الذاوي الذي
أخرس حتى الطير في الغصونْ
عوّدتني أن تقرأ الشعرا
وتسكب الحب بأقداح الهوى خمرا
عودتني أن تلثم الخدين والنحرا
وأن تلم شعري الطويلْ
تطوّق الخصرا
وتهتك الستر على النهودْ
هل زيّن الشيطان لكْ
أن تخرق العهودْ
وتسحق الوعودْ
أم أنت مازلتَ على العهد ملكْ
يملؤه الوفاءْ
ويصطفيه الصدق والنقاءْ
قل لي فقد خبا بي الصوتُ
ولاح لي كالشبح الموتُ
قل لي فأنت المنية الكبرى
والفرحة الكبرى
والعالم الممتد .. لا أولُ
له ولا آخرُ
لأنه شاعرُ ..
* * *