بمناسبة اليوم العربي لمواجهة التطرف والإرهاب ... الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يتصدى بالكلمة الحرّة والموقف الأصيل
عن الأراضي التي تملأ أفق عينيها بباسق النخيل, عن الأنهار النابضة بحلم طفلٍ بالأمان, عن التراب الأبيض, والعشب الملون بالذكريات, عن كلِّ شيءٍ وشيء...
نفتتح أوقاتكم بالسلام والتحية ...
وبعد ...
اليوم هو اليوم العربي لمواجهة التطرف والإرهاب, على وفق ما اختاره الاتحاد العام للأدباء العرب, ولأننا ننطلق من رحم الغابة التي تتشابكُ أقلامنا في أفيائها, نجد من الضرورة أن نبادر إلى علياء هذه التوجهات, فليس من بلاد ضربها الإرهابُ كبلادنا التي ما انفكت تكنسُ الطغاةَ لتعلن عن فجرٍ جديد, ومابرحت عن طريق بناء الحياة بمعول الأدب والمعرفة.
السيدات .. السادة ..
لا آفة تفتك بمجتمعاتنا كآفةِ الإرهاب الذي صار يمثلُ أقصى درجات الخوف المغروز في أوردة البشر, مما يضع الإنسانية جمعاء في مهبِّ الضياع, وليس من محركٍ أساسٍ للإرهاب والتطرف كالتمييز الطبقي, وانتهاك سيادة البلدان, وغياب العقل الثقافي الهادف للخير والسمو.
لذلك يقف اتحادكم في هذه اللحظة الحرجة من لحظات الكون, لمباغتة الهروب المستمر نحو الهاوية بطوق نجاة مغزولٍ من الثقافة والإبداع, ويدين من خلال الكلمة الباصرة والفكر الناظر كلَّ أشكال الإرهاب والتطرف وهما ينتهكان ملاذات الأبرياء, ويهددان الخلقَ في هدوء أمنهم, ولعلَّ وطننا العراق مثالٌ حرٌّ لما لاقى من جشع الموت والألم, كما هو مثالٌ أكثر حريةً لصناعة النموذج الناجع لمقارعة هذه التوجهات. فبالصبر والفضيلة والأخاء صنعنا صورة الوطن الذي نحاول أن يكون نبراساً للأمم, فإرث الحضارات الذي نحمله في دمائنا يقود القلب لاتخاذ الأفضل دائما, وكلماتنا ورودٌ كللت جباه المنتصرين للحقِّ, والمحاولين لصناعة الأمة الأبهى, وكتاباتنا خرائط لرسم المقبل الناصع.
فألف تحية للشعوب وهي تقارع القتلة والمجرمين بعصا الجمال ..
وألف تحية للرابضين على سفح الأمل مترقبين قافلة حبٍّ جديدة ..
والمجد لكلِّ من يمسح آثارَ العنف والإرهاب والتطرف بكلمةٍ حقٍّ باقية ..
والسلام.
عمر السراي
الناطق الإعلامي لاتحاد الأدباء