الصادرة كتبه عن منشوراته..
اتحاد أدباء العراق يحتفي بمشروعه للترجمة..
إعلام الاتحاد | بغداد
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، يوم الأربعاء 24 كانون الأول 2025، جلسةً ثقافية احتفى فيها بمنشوراته الصادرة ضمن مشروع الترجمة لعام 2025، بحضور نخبة من الأدباء والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والترجمي.
وضمّت الإصدارات المحتفى بها مجموعة متنوعة من العناوين العالمية، هي (لافانفارلو)لشارل بودلير بترجمة شاكر نوري، و(أوراق الطفل الوقح: عزرا باوند قارئًا جيمس جويس)بترجمة آمال إبراهيم و(الغرانيق تطير جنوبًا/مختارات قصصية) بترجمة د. ماجد الحيدر، و(عرب الهور)لولفريد ثيسيكر بترجمة د. سلمان كيوش، و(هذه المرة/سجادة فارسية: أنطولوجيا الشعر الإيراني المعاصر)بترجمة حسين طرفي العلوي، و(كان يا ما كان في بغداد)لمارغو كيرتيكار بترجمة الهادر المعموري، و(كون العقل)ليوري لوتمان بترجمة د. لؤي خزعل جبر، و(الوافد السيئ)لسيفي عطا بترجمة د. علي عبد الأمير صالح، إضافة إلى (النقد الأدبي في روسيا ما بعد السوفييتية)ليفغيني دوبرينكو وغالين تيخنوف بترجمة وإعداد حسين صابر.
وقبل بدء الجلسة دعا مديرها د. هيثم الزبيدي/ رئيس نادي الترجمة في الاتحاد الحضور إلى قراءة سورة الفاتحة ترحّماً على روح الباحث القدير ناجح المعموري، الرئيس الأسبق للاتحاد، الذي رحل إلى أبديته، ثم أشار إلى فكرة تأسيس نادي الترجمة، متوقفاً عند مبادرة الاتحاد بترجمة عشرة كتب سنوياً، موكداً الإيمان بواقعية الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع.
وبيّنت المدير العام لدار المأمون للترجمة والنشر د.إشراق عبد العادل، أن دور الاتحاد في الترجمة هو دورٌ تكميلي لما أنجزته دار المأمون، من خلال تنوّع عناوين الكتب المترجمة واتساع حقولها المعرفية.
أما رئيس الاتحاد الشاعر د.عارف الساعدي، فقد أكد أن اتحاد الأدباء دأب على تبنّي هذا المشروع بعيدًا عن المشاريع الحكومية الرسمية، ولا سيما أن المكتبة العربية تعاني من نقصٍ كبير في مجال الترجمة، إذ لا تتجاوز نسبتها 5% مقارنة بما هو موجود في أوروبا، موضحاً أن الاتحاد سينفتح على الترجمة من مختلف اللغات.
وقال د.لؤي خزعل جبر، إن قصته مع الكتاب الذي ترجمه بدأت عام 1995،مع بدايات شغفه على السيميائية، واستمر هذا الشغف حتى التقى باهتماماته التخصصية في علم النفس والثقافة، وصولاً إلى لوتمان الذي اشتغل على الثقافة بوصفها ثيمةً مركزية، مبيناً أن هذا الكتاب شكّل عند صدوره ثورةً في الأوساط الثقافية، ويُعدّ كتاباً موسساً في سيميائية الثقافة.
أما د.آمال إبراهيم فقالت،اليوم، بين يدي القارئ العربي، تأتي ترجمة هذا الكتاب لتضيء زوايا غير معروفة من تاريخ الأدب الحديث، وتكشف عن العلاقة الإبداعية التي جمعت بين اثنين من أهم رموز الحداثة الأدبية؛ عزرا باوند الذي مدّ ذراعيه لجذب روح الشرق أملًا في إطفاء التوحّش الغربي، في مقابل جيمس جويس الغائص في أغوار مجتمعه الإيرلندي وتقلباته، مجسداً يومياته الدقيقة ومؤطراً أعماله بتاريخ الفلسفة والميثولوجيا ومآلاتهما.
وأشار د.ميثم الحربي، إلى أن الترجمة تواجه مرجعيات تتجاوز المرجع اللغوي، أهمها الصياغة والتحرير، ولا سيما في ظل وجود مدرستي التشدد والتسهيل فيما هو مولّد من العربية أو من الإنجليزية، خصوصًا وأن عزرا باوند كان متعدد اللغات، مبيناً أنهم كانوا يصوغون العبارة بأكثر من بنية للحفاظ على المعنى أثناء الترجمة.
ولفت علي عبد الأمير صالح،إلى إن الأدب النيجيري حظي بأهمية عالمية تُوّجت بحصول أحد روائييه على جائزة نوبل للآداب عام 1986، مؤكدًا أن هذا الأدب يعكس بصدق التجارب الحياتية والصراعات والتحولات، لكونه جمع بين ثقافتين ولغتين وحضارتين مختلفتين. ويمكن تصنيف رواية (الوافد السيئ) بوصفها رواية تنتمي إلى أدب ما بعد الكولونيالية.
أما حسين صابر، فبيّن أن الكتاب يتضمن دراسة لتاريخ النقد الأدبي الروسي وتوزع على تسعة فصول، تناقش مسار النقد منذ تأسيسه، وأزمة الهوية، والتحولات التي طرأت عليه. وأشار إلى أن هذا العمل هو كتابه الرابع عشر في الترجمة، وقد أقدم على ترجمته لأن المدرسة الروسية معروفة لدى القارئ والأديب العراقي.
وفي مداخلة ماجد الحيدر، التي قرأها بالنيابة عنه الشاعر حسين المخزومي، جاء، حَسَنًا فَعَلَ اتحادُنا العريق، اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، باقتحام عالم الترجمة والشروع بإصدار هذه الباقة من الكتب المترجمة، التي أسهمت وتسهم في رفد الحياة الثقافية والفكرية بكل جديد وجميل ومهم، مما أنتجته عقول المبدعين في أرجاء المعمورة، ولا أعرف بالدقة كيف تبلورت هذه الفكرة الجميلة التي طال انتظارها، ولا من يقف خلفها، لكنها بالتأكيد واحدة من أفضل المشاريع التي أقدم عليها الاتحا
كما قرأ الروائي د. كريم صبح مداخلة حسين طرفي علوي، التي أكد فيها أن هذا الكتاب يسعى إلى النفاذ إلى دواخل النصوص للكشف عن انتماءات الشعراء من خلال النص الشعري المترجم، لا عبر كتب تاريخ الشعر الإيراني التي كُتب بعضها بشكل غير دقيق. ويتم ذلك بالاعتماد على وثائق ومصادر علمية معروفة، كاشفًا عن تيارات شعرية بقيت متسترة بأسماء شعرائها، ومبينًا ما طرأ على الشعر الإيراني من متغيرات حتى اللحظة الراهنة، لأن النص الشعري هو الكاشف الحقيقي لانتماء الشاعر.
أما الشاعر د. حازم الشمري/ مدير المنشورات في الاتحاد فقد قرأ مداخلة شاكر نوري، بيّن فيها أنه لم يكن بودلير ميّالًا إلى كتابة النثر، فقد كان كطائرٍ وُلد ليحلّق في سماء الشعر لا ليمشي على الأرض، لذلك لم يُقدّم للعالم سوى هذا النصّ المختلف عن قصائده النثرية، كرسّامٍ بارع رسم لوحةً زيتية واحدة بين مئات اللوحات المائية.
وأكّد أن (لافانفارلو) تكتسب أهمية تاريخيّة كبيرة في مسيرة بودلير الإبداعية، بوصفها نافذة تطلّ على عالمه الداخلي، وتكشف الكثير من أسرار شخصيته.
وأكد الهادر المعموري، أن ترجمته تناولت سيرة شخصية عاشت في بيئة منسجمة مع لذّاتها، امتزجت فيها الثقافة والأديان، وقد دفع هذا الانسجام بطلة السيرة إلى كتابتها وتوثيق تفاصيل حياتها في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
وأوضح، أن التحدي الأكبر تمثل في معايشة المؤلفة نفسياً وثقافياً، ثم نقل تجربتها بأمانة ودقة عالية.
واختُتمت الجلسة بمداخلة للأمين العام لاتحاد الأدباء، الشاعر عمر السراي، قال فيها إن الدخول إلى بوابة الترجمة كان مهمّةً صعبة، إلا أن الاتحاد شَمّر عن ساعديه واقتحمها بقوّة ودقّة وعناية، لأن الكتاب المترجم هو حصيلة سلسلة طويلة من المراجعات والمراسلات والاختيارات، فضلًا عن وغير ذلك من التفاصيل، مقدماً بعدها شكره لكل من أسهم في تصدير هذا المشروع ونقله إلى القارئ العربي.
#الأدباء_نبض_الوطن