كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان تامرّا الشعري، ألقاها الناطق الإعلامي لاتحاد أدباء العراق، الشاعر عمر السراي. ديالى - ٢٨ آذار ٢٠١٩ الأديبات العزيزات..
الأدباء الأعزاء.. الحضور الكريم، جمعاً من الألق.. السلام عليكم، وطاب نهاركم بالورد والإبداع.. وهي تطوّق العاصمة بفضة حدودها، تشمخ ديالى لتعلن تمركزها القريب والمستقل، فهي شقيقة بغداد، وأخت البساتين، وبنت الأرض، وأم الربيع والبرتقال. وحين نقول ديالى، يشرق في قلبنا النهر، وتندلع الأغنية، وتنساب الذكريات مرقّطة بالبلابل. وها نحن.. ولأننا في رحابها، وجب علينا أن نصلي ركعتين: واحدةً.. لتحدّيها ووقوفها بوجه كل ما مرَّ بها من آلام. وأخرى.. لإصرارها على أن تظل جامعةً لكل الألوان بفستانها القشيب. أيتها الصديقات.. أيها الأصدقاء.. زرت ديالى في أمسية شعرية عام ٢٠٠٥، وعلى أنغام أوتار كمانها كانت القصائد، كما كان الخوف مختلطاً مع النبض، يكاد يعلو، فيقمعه حب الحياة، وأكثر ما شدَّني يومها أمران: كثرة وجود العصافير، وصوت الإطلاقات التي تعلو مغتالةً مع المساء، ولأن الأمرين على طرفي نقيض، ثار الأول ليقمع الثاني، فلا علاج لقتل الموت والرصاص سوى العصافير التي لم تنقطع عن الزقزقة. فيا أيتها المدينة التي آوت التغاريد كلها، ودفعت برتقالها بوجه سكاكينهم، فقشّر البرتقال كل الطواغيت، أيتها المدينة الحالمة.. تحيةً.. وحباً.. وسلاماً.. سلاماً.. أيها الأحبّاء التامرّائيون.. نلتقي اليوم في دورة ثالثة - مذاقها محبة واشتياق - من مهرجانكم، مهرجان العراق والإنسانية، ونغتنم الفرصة لنقول لكم: شكراً.. لأنكم حرّكتم صخرةً ملونةً لتكونَ جدولاً يبشّر بالمقبل الأبهى. شكراً.. للمهرجان الذي هو من متبنّيات هذه الدورة، ومن مفاخر الوطن. شكراً.. لمجلة زاهية أتمّت زهراتها المتواترة. شكراً.. لأنكم جمّلتم قاعة المعاضيدي، ليعمَّ الجمال من خواتمكم إلى عقيق كل البلاد. فباسم أدباء الوطن.. باسم أسرة اتحاد الأدباء.. باسم المدن وصباياها وفتيانها، باسم الشبيبة والمواعيد، باسم العطر الفاغم، والمطر الناعس، باسم النخيل رَطِباً في الرُطَب، وباسم الزغاريد التي ترفعها الحناجر كل لقاء، نهنّئ العراق كله انطلاقاً من ديالى، التي ليس مصادفةً أن تكون في وسط الخارطة، فالأحبّاء يتوسطون الروح.. وألف.. ألف مبارك لنا لقاءنا بينكم.. وحبٌّ لكم بحجم الضوء، والضياء الذي سيظل اليوم تامرّائياً عراقياً نابضاً بالحياة.. وأخيراً أقول: أودعتكم روحي وأنفاسي وقافيتي وسهلي ثم انتبهتُ لتمركم فزرعتُ بين العين نخلي ولَكَم سمعتُ بغيثكم ففتحتُ للغيمات رملي ولَكَم سمعت بوردكم فنزفت أحداقاً بكحل القلبُ (دلياوي) وتامرّاهُ حسناء تصلّي هبني ارتجلتُ لها سجاياها فلو غادرتُ مَن لي؟ أنا نصفُ موجودٍ، وموجودٌ إذا ما أنتِ كُلّي