الرئيسية / على ضفاف الحلم

على ضفاف الحلم

خالد محمد عليوي المحمدي

        (على ضفاف الحلم) 

أوقدت في الروح حلماً يقتفي زُحلا ....

ومر عمرك لما حلمك اكتملا

يا صاحبَ الحلم قد جاوزت أزمنةً  .... 

مرَّ الخريف بها فاسّاقطت مللا 

غازلت غازلت حتى اطبقت سحبٌ ....

من الغرام وحتى أمطرت قبلا 

كم زار حلمك من طيفٍ فتنتَ به ... 

وكم رسمت وروداَ أثمرت غزلا 

وكم سكبتَ قصيدا كنت تنزفهُ .... 

نزف الدماء وكم أثريته جُملا

أسقطت بالشعر حكاما ممالكهم .... 

دامت قروناً وقد شيدتهُ دولا

لكنها هزلت من بعد من رحلوا ....

 وما استفاقت وحتى حلمها هزلا 

قل للزهور التي في الحلم قد ذبلت .... 

كانَ الربيعُ هنا لكنه ارتحلا

وضلَّ حلمكَ يحيا كلما نزفت .... 

منك الدماءُ ولكن نبضهُ ذبلا

وبعد أن مرَّ عطرُ الأمس في غدهِ ....

 وعاد ينبضُ في ذكراهُ ما أفلا

وأكمل العمر نزفاً ما بهِ أملٌ .... 

فأوقد النزفُ في أحلامه أملا

تلألأ النور شعراً فوقَ أسطره ....

   واسترجع البوح من أيامه الأزلا

وكنتِ أنتِ ربيعٌ فيهِ مبتساً .... 

يضفي على الحلمِ عمراً بالهوى رفلا

يا غصةَ الحلم المخنوق في رئتي .... 

مري على القلبِ طيفاً كلماغفلا 

وذكريه بان الأمس فارقهُ .... 

عذباً ندياً  ولكن ماتَ بل قُتلا 

واسترسلي في نزيفِ الشعرِ إن دمي .... 

يُخضبُ الدمعَ حزناً كلما انهملا

وبعدما دارت الأيامُ دورتها .... 

وثارَ في الرأسِ لون الشيبِ واشتعلا

نسيتُ حلمي وحيداً في مخيلتي .... 

ضلَّ الطريقَ وما أهديتهُ مُقلا

فتاه في قفر روحي واقتفى أثري .... 

حتى استكانَ وحتى أدرك الاجلا.

أمس, 18:16
عودة