إعلام الاتحاد ــ ذي قار
الكلمة ألقاها مساء الخميس ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤ في المسرح السومري بمدينة أور السياحية الشاعر عمر السراي الأمين العام للاتحاد.
السلام عليكم..
نبتدئ بالشكر أولاً، لرئاسة وزراء العراق وهي ترعى هذا المهرجان المهم، ولوزارة الثقافة والسياحة والآثار وهي تدعم وتتعاون، ولمجلس محافظة ذي قار وللجنة الثقافة في المجلس الموقّر، ولإدارة مدينة أور السياحة العامرة بالضوء، والشكر أكبره لاتحاد أدباء ذي قار الذي تفانى واجتهد وصنع الألق بعمله.
وبعد..
السيّداتُ الجليلات..
السادةُ الأجلاء..
طاب مساؤكم بالمحبة، وسلامٌ عليكم على مدار مساحة ذي قارَ التي لا تُقاس بالكيلومترات، إنَّما تُقاس بملايين السنوات الضوئيةِ من الحضارة، وسلامٌ عليكم قدر ما هتفت الناصريةُ باسم الحق، وقد رما ضحّى أهلُها وصدحت حناجرُ أبنائها، سلامٌ عليكم قدرَ الضحايا، وعددَ الشهداء، وعددَ المضحّين، وعددَ الرايات التي تحتفلُ وترثي وتقاتلُ وتسالمُ وتدافعُ وتحيا ولا تموت.
أيّها الأحبّة..
أن تكون هنا، هنا بالضبط، يعني أنك تُمسكُ ميزانَ الكونِ لتعلِّمه الاعتدال، ويا له من اعتدال بنكهة تطرّفٍ لها، فذي قار المدينةُ الأولى التي تُبررُ لنا تطرّفَنا بحبِّها، ولا ريب أن تصلَها الأنهارُ مالحةً، اذ لا أروعَ من الملوحة طعماً يَليقُ بملاحةِ أهلها، هؤلاءِ الذين كلُّ نبرةِ صوتٍ لديهم قضية، وكلُّ فلسفةٍ غيرَ فلسفةِ نقائهم باطلة، هؤلاءِ أبناءُ الأغنيةِ الأولى، والحرفِ الأولِّ، والآلةِ الموسيقيةِ الأولى، والمِدادِ الأول، والشهادةِ الأولى، والعرسِ الأولِّ والابتسامةِ الأولى، والمعركةِ الأولى، والسلامِ الأول. هؤلاء الأوائلُ في كلِّ شيء، منذُ سومرَ وهي تزرع قصبَها في أكفِّ المعدان، منذ الهور والمشحوف، منذ الزقورةِ والمسلّات، منذ التاريخِ حين كان طفلاً ينمو بين أحضانها الكبيرة، منذ مصطفى جمال الدين وجميل حيدر، منذ داخل حسن وناصر حكيم وحسين نعمة وسامي نسيم، منذ المفكرين والعلماء، منذ أحمد الباقري منذ ناجح ناجي، منذ عبد الأمير الحمداني وياسر البراك وعلي عبد النبي الزيدي، منذ الجنة والنار، التي تقفُ قسيمةً لتوزِّعَ القادمين إليها نحو مستقرّاتهم.
فتحيةً لها مدينةً مدينةً ومدنيّةً مدنيّةً..
وشكرٌ لها وهي تصنعُ كلَّ الجمال، شكرٌ لها ولأبنائها الكرام، وهم يُتمُّونَ ما ابتدأتْه أورُ وأكدُ فيقيمون هذا الصرحَ الكبيرَ ليظلَّ شاهداً على تفوّقِهم، وشكرٌ لها وهي تصنعُ مهرجانَ الحبّوبي بدورته السابعة، ليكونَ شاخصاً وشاهداً واستثناءً لا يعرف الانثناء، شكرٌ لكم أيُّها الأدباء، وحين أقول الأدباء، أعني الناس جميعاً، فمن غيرُكم يستحقُ هذه الصفةَ أيُّها المحبّون، وأنتم تبتكرون أدباً مختلفاً ومتعالياً وسامياً، أدباً يقفُ مع الجميع ويحاكي الفقراءَ، ويتسمّرُ رغيفَ خبزٍ للجائعين.
مباركٌ للوطن هذا العطاء، مباركٌ لنا تألقَ ذي قارنا وناصريّتِنا، مباركٌ فرحَكم ووقوفَكم مع اخوتِكم في فلسطينَ ولبنان، فالشعرُ هو السلاحُ والسلام، والأدبُ هو المعادلُ الأنقى للخراب، والقاضي على الطغاة والرادُّ لهم، وهو الردُّ عليهم.
أيُّها الأحبة..
افتحوا قصائدَكم، واملؤوها بما تيسّرَ لكم من هذه المدينة الباسلة، ولا ترشوّا عليها أيَّ شيءٍ فمحضُ تماسِّكُم مع هذه الأرضِ منحَكم نكهةَ الخلود، ثم أَلقُوا أشعارَكم، فإذا هي حيَّةٌ تلقَف ما يأفِكون، هذه أياديكُمُ البيضُ جاءت مُرُّوا بها على سوادِ العالمِ، فيعودَ إليكم ناصعاً متهجّداً من نغمةِ الآه.
محبةٌ وتقديرٌ وسلامٌ ودمعةُ حزنٍ وانتصار..
للشهداءِ المدافعينَ عن حُرماتِ الوطن،
للشبابِ الثائرينَ في محطّات هذه المدينةِ والرابضين على جسر زيتونها العامر بالهتاف،
للشيوخِ الملهمين، وللنساءِ المزغردات عطراً ونخوات..
للأطفال والقرى..
أنتم ملحُ هذه الأرض، فقفوا في عيونها، وطهّروها بنبوّاتكم، وتذوَّقوا كلَّ شيءٍ عظيمٍ في العالم، ستجدون أن فيه من بصماتِكم الكثيرَ، لقد ابتكرت هذه الحضارةُ العجلةَ الأولى، لذلك صار حقاً على هذه المدينة أن تكونَ مسؤولةً على استمرار دورانِها نحو القمة إلى الأبد.
والسلام..
#الأدباء_نبض_الوطن
#مهرجان_الحبوبي7
.......................................................
لمتابعة نشاطات الاتحاد:
الويب/ الاتحاد:
https://iraqiwritersunion.com/
الفيس بوك/ الاتحاد:
https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL
الانستغرام/ الاتحاد:
https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
انستغرام متحف الأدباء:
https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
الفيسبوك/ متحف الأدباء:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL
قناة الأدباء/ يوتيوب:
https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق