تواردت الأخبار للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، عن سعي نقابة الصحفيين العراقيين لتنظيم مهرجان المتنبي الشعري، في موعد قريب. إذ نقلت نخبة من أدبائنا الكرام توجيه النقابة لهم دعوات مبدئية للحضور والمشاركة في مهرجان المتنبي، الذي يسوقون له بحضور عربي واسع النطاق، وقد رفض الأدباء المشاركة انتماءً لموئلهم الثقافي، واكبارا لمنزلتهم التي تأبى تلقّي دعوة من غير أصحابها، وهم أصحابها الأفذاذ. وهنا... وقبل إيغال أية جهة في تنصيب نفسها منظمةً للمهرجان، ينبغي لنا أن نبيّن أن مهرجان المتنبي الشعري، قام لدورات عدة بتنظيم اتحاد الأدباء، وهو من المهرجانات المعروفة والمسجلة باسم الأدباء وممثلهم القانوني (الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق). وتعدُّ طريقة توجيه دعوات فردية للأدباء، وتصدّي نقابة متخصصة بالشأن الصحفي، لتنظيم مهرجان أدبي تعدياً على التخصص المهني الذي ينبغي على كل جهة احترامه. وقد تتبادر للذهن أسئلة مفادها: -هل المتنبي صحفي؟ -هل إقامة مهرجان شعري واجب نقابة الصحفيين؟ -أ ليس من الأجدى أن تعنى نقابة الصحفيين بمهامها المرصودة لها، وتسعى لإقامة مؤتمرات ومهرجانات لرموز الصحافة العراقيين؟ أسئلة تقودنا إلى تقديم لغة اللوم على العتاب، والرفض على القبول، فالمتنبي شاعرٌ، ومهرجانه قائم على مدى سنوات، ومن قبل أحفاده الشعراء، ولو حصل أن بعض الجهات الراعية رأت في نفسها أكبر مما هي عليه، فهذا لا يعني أن تستغل جهة كان لها أن تكون وفية للإرث المشترك بينها وبين الأدباء هذا الأمر، وأن تدعو من ذاتها لرفض إقامة أي مهرجان مسجل باسم غيرها، لا أن تضع جسدها في فضاء ليست أهلاً لملئه. إن اتحاد الأدباء قادر على إقامة المهرجان بجهده الخاص، وعلى نفقته، وفي كل مدن العراق فالمتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس) له في كل زقاقٍ منزلٌ ووجود، لكننا أردنا مدَّ حبال الصبر لمن حاولوا مرة وفشلوا، إذ ظنوا أن المهرجان وجبتا غداء وعشاء وصور من دون معنى وموقف. إن الأدب رسالةٌ وحياة، واتحاد الأدباء يقاطع كل ما من شأنه تلويث الحقيقة، وحين تنصبُّ جهود رعاة المهرجانات من وزارات وحكومات مركزية ومحلية في غير محلها، فهذا يعني اختلالا فادحا في المنظومة الفكرية لوطن يمارس دور كافور الإخشيدي مدّعيا جلباب المتنبي. فأين وزارة الثقافة الصامتة عن دورها، بل والرافضة للتعاون معنا؟! وأين اللجان الثقافية في المحافظات، وهي تعتمد حسب مزاجها ما يتوافق مع أهوائها من منظمين؟ وأين وأين وأين إلى أن ينبلج الصوت معلناً انتصار المثقف الوطني المدني النقدي التنويري الرافض للتدجين، والذي بقي فرداً في زمان يعيد عليه مأساة توافق السيّئين الخاسئين عليه كما قال المتنبي: شبيهُ الشيء منجذبٌ إليه وأشبهنا بدنيانا الطغامُ ا
لمكتب التنفيذي
للاتحاد العام للأدباء
والكتاب في العراق ٢٤
تشرين الأول ٢٠١٨