الرئيسية / كلمة اتحاد الأدباء في فعالية بالسليمانية..

كلمة اتحاد الأدباء في فعالية بالسليمانية..

كلمة الأمين العام لاتحاد أدباء العراق الشاعر إبراهيم الخياط في افتتاح الاحتفال بذكرى الفنان والأديب الكبير شمال صائب في ملتقاه الثاني والثلاثين الذي أقامه مكتب الثقافة الكردية في اتحاد أدباء العراق في الساعة ١٠ صباح الخميس ١١/ ١٠ على قاعة فندق (تايتانك) في السليمانية:

الحضور الكريم..
تقبلوا تحياتي العِذاب..
اتحاد أدباء العراق يشدّ على الأيادي الأصيلة لمكتب الثقافة الكردية في اتحادنا العريق ورئيسه كاكا حسين الجاف لاصرارهم الجميل على عقد هذا الإحياء الأصيل وليس الاستذكار.
أيها الأخوة الأجلاء..
اليوم نستعيد الألق الملتزم والمنحاز لقضايا شعبه ووطنه، نستعيد قرين فكتور جارا والشيخ إمام وجعفر حسن، نستعيده فناناً مبدعاً خلاقاً ليس في عصره فحسب اذ زال رونقه وتأثيره للآن لأنه صاحب بصمة واضحة بل هو مدرسة غنائية في الفن الكردي المعروف ونرى كيف أن (هَر ليلي.. هاوار ليلي) مثلاً تطرب الجنّ والإنس والطير والماء، ونرى أيضا كيف أن (هَي بردة) تتحول من طقطوقة كردية الى أغنية شرق أوسطية تطرب الجوارح والجراح، وتتوالى الأغاني وقد كثرن وما تفنى الأغاريد.
لقد كان ماموستا شمال مناضلاً في حياته الإبداعية كلها، في ما يكتب وفي ما يدوزن وفي ما يصدح به، فقد دخل معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى عام ١٩٤٧ في بغداد، ومن يتصور أن فتى مراهقا يقتحم العاصمة ليدخل معهدها عهدذاك وسط ألف قيل وقيل وقيل، وبعد ثورة ١٤ تموز يصبح مدرسا في متوسطة الاعظمية ببغداد وبسبب ضعف حالته المالية يضطر الى بيع آلة عوده ولمرات عديدة.
ومع الفن الذي قطف عالية ثماره فقد نال درجة الماجستير في حقل التاريخ ليكون أستاذا جامعيا هائل التأثير فكرا وعلما على باقات من المناهج ومن الأجيال..
وبعد هذا فمن الحيف أن نحصر كبيرنا شمال في مدينة أو بقعة وهو الناهل من ينابيع كرستان الرقراقة الثائرة وهو الناظم والكاتب والصداح العابر لحدود اللغة والقومية والبلد، وأستغرب من وزارة الثقافة الاتحادية التي تحتفي بأنصاف المواهب وأرباعها أنها تغلّ ذات يدها وتعاقب اسماً ورمزا مثل شمال ولا تسهم بإحياء يومه لأن اتحاد أدباء العراق قد أقام واستعاد هذا الجبل الفذّ، فالاتحاد مشاكس غير طيّع بنظرها فيما الاتحاد بنظرنا هو قائد أدبيّ ثقافيّ تنويريّ صعب المراس والقياد لأنه أكبر من الوزارة بل أكبر من وزاراتهم جميعها.
أيتها العزيزات..
أيها الأعزاء..
حسبنا أننا نعرف ونؤمن بأن {الأشرار لا يغنون}.
وختاماً نبثّ..
أحلى التحايا وأنورها
لشمال الحاضر الغائب..
للسليمانية واهبة الحب والجمال والثقافة..
ولكم يا من عندكم من أبجديات الضحايا معجمُ..
{سِِفرٌ يضمُّ المجدَ، من أطرافه
ألقاً كما ضمّ السبائك منجمُ
ودعِ الحروفَ تبنْ قرارةَ نفسها
إن الأشـفّ من الحروف الأفخمُ
ياموطنَ الأبطال حيثُ تناثرت
قصصُ الكفاح حديثها والأقدمُ
حيث انبرى مجدٌ لمجدٍ والتقى
جيلٌ بآخر زاحفٍ يتسلمُ
وبحيثُ تلتحمُ القبور كـأنّها
سـِورٌ يـؤلفها كتابٌ محكَمُ
وبحيثُ تزدحمُ العظامُ فطارفٌ
يُنهي رسـالة تالدٍ ويتـَمِمُ
تروي حديث الـهامِ فيها هـامةٌ
ويـَقصّ ما بلَتِ السواعدُ مِعصَمُ
أنا صورة ُ الألم الذبيح ِ أصوغه
كَلماً عن القلب الجريح يترجمُ
ولربّ آهات حيارى شـُـرّد
راحت على فم شاعر تتـَنظمُ
ذوّبتُ آلامي فكانت قطرةً
في كأس مَن بنوا الحياة ورممّوا}
السلام عليكم يا بناة الحياة ومرمميها..
——————
25-02-2019, 13:59
عودة