منال الحسن
مع إطلالة شهر رمضان الخير والعطاء والطاعة والمغفرة والعتق من النار، شهر الصيام الذي يحمل دائماً ذكريات الطقوس الخاصّة بهذه الأيّام المباركة , الطقوس التي تمثّل عادات وتقاليد محببة اعتادت العائلات أن تمارسها , لتكون سمة اجتماعيّة ترافق شهر الصيام الفضيل , أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وضمن نشاطاته النوعيّة المتميّزة أسبوعاً ثقافيّاً حافلاً بالنشاطات والفعاليات الأدبيّة والفنيّة والتراثيّة المتنوعة، التي شهدت _ كما تابعت بحرص يوميّ _حضور ومشاركة عدد كبير من الأدباء والمثقفين الذين تفاعلوا مع الحدث الأقرب إلى النفس، وهو يشيع سمات الحياة بأعلى درجات تألقها، وقد فوجئت حقّاً بهذه المبادرات التي لم أعد استغربها من تشكيلة الاتحاد برئيسها الأستاذ علي الفواز وامينها العام الشاعر المثابر الدؤوب عمر السراي مع فريقهما في المكتب التنفيذي والمجلس المركزي، الذين اثبتوا للقاصي والداني بأنهم مبدعون مخلصون لا تقف عطاءاتهم عند ظرف ما، ولا تعيق نشاطاتهم الخلّاقة أي حجرة عثرة قد تواجههم في طريق ندرك وعورته وصعوبة تضاريسه.. ومعهم في العطاء مجموعة الشباب الذين أتابعهم وكأنهم خلية نحل , تعمل بجد , حتى يحين وقت الإفطار ليجتمعوا على مائدة مباركة , يتناولون إفطارهم سريعاً , ليهبّوا إلى تهيئة الأجواء للقادمين لحضور النشاط اليومي .
لقد عشت شخصيّاً _ وأنا في مهجري البارد بكل معنى البرود _ عشت أجواء رمضان وكأنني اتجوّل في رحاب اتحاد الجواهري تنقلني عدسة الطيب المثابر يوسف الزبيدي وهو يحاول أن يضعنا نحن المتابعين عن بعد، في أدقّ تفاصيل التفاصيل متنقلاً بين الأماكن والشخوص، إضافة إلى نقله الفعاليات من بعد الانتهاء من الإفطار، مع ملاحظة أننا لم يحن موعد الإفطار عندنا في أوربا أثناء بدء النشاط ، لذلك أشعر بالحياة تتدفق من ربوع بلادي ومن بيتي العزيز، مبنى الاتحاد، الذي اتمنى _ بصراحة _ أن لا ينتهي فيه هذا الأسبوع لأنه شكّل علامة فارقة في أيامي وجعلني أترقّب يوميا موعد انطلاق الفعاليات، وأراني أقف عند بوفيه المحبة، لأتناول الفاكهة والحلويات، واشرب الشاي العراقي المتميّز واللبن والعصير و اتناول التمر، واتجوّل في رحاب الكتب وأقتني من الكتّاب الموقّعين على اصداراتهم الجديدة.
هنيئا لمن حضر وشارك، ومباركة من القلب لاتحادنا العزيز وهو يثبت لنا دائماً أنه جدير بمسؤوليته الثقافية من خلال سعي قيادته التي اختارها الأدباء و شعروا حقاً أنهم نجحوا في هذا الاختيار الذي اثبتت النشاطات والتجارب أنه أهل لهذه المهمة...
إن إقامة نشاط في شهر رمضان الكريم الذي اعتدنا في ظل تعاملنا مع المؤسسات الثقافية ليس في العراق حسب وإنما في كل الدول الإسلامية على توقف النشاطات وخصوصاً الأدبية والثقافية منها، يُعدُّ خروجاً خلاقاً تصدّى له اتحاد الأدباء في العراق ليغيّر التصوّر المعروف بركود النشاط في هذا الشهر الفضيل ، وربما في لحظة الشروع والبدء انتاب القائمين على هذه الخطوة الجريئة شيء من القلق، باعتبار هذه الخطوة الرائدة في الوسط الثقافي لا تخلو من مغامرة، وربما لا تشهد إقبالاً من الأدباء والكتاب، ولكن ما ان بدأ الأسبوع حتى احتشدت بناية الاتحاد بعدد كبير من الحاضرين، وحتى في يوم المطر الغزير الذي تابعت هطوله في شوارع بغداد، كنت أتوقع أن مثل هذا اليوم سيكون بلا نشاط ولا جمهور ولكنني انتظرت إشارة يوسف الزبيدي، فطرت من الفرح وانا أشاهد الحشود المبللة بمطر الجمال والعطاء والخير، واستمرت النشاطات بشكل يؤكد على أن المثقفين محبون للحياة وانهم صنّاع الأمل والابداع الذي يفيض حياة وتفاعلا محبا يؤكد أن الثقافة الحقيقية هي فعل إنساني وحياتي وعطاء لا محدود...
أبارك للأدباء والكتاب والمثقفين هذا التألق والحيوية والتفاعل مع كل خطوة مشرقة يبادر فيها اتحادنا الباسل العريق الذي يغرس بذور الأمل والتحدي والإصرار على العطاء بأعلى درجات الحرص والتفاني، وستبقى نكهة فعاليات هذا الأسبوع الثقافي المتنوع ماثلة في ذاكرة كلّ مثقف شارك فيها أو تابعها عن بعد جسدي ولكن بحضور روحي محب ..
#الأدباء_نبض_الوطن
...........................
لمتابعة نشاطات الاتحاد:
الويب/ الاتحاد:
https://iraqiwritersunion.com/
الفيس بوك/ الاتحاد:
https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL
الانستغرام/ الاتحاد:
https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
انستغرام متحف الأدباء:
https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
الفيسبوك/ متحف الأدباء:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL
قناة الأدباء/ يوتيوب:
https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق