هذا نص مثير ، مكشوف عن الجسد الرمزي ، وما يفضي اليه صورياً / مجازياً / ومادياً . وهذه تضيء عتمة متكتم عليها ، هي الذات ذات العلاقة مع الأنثى ، على الرغم من ان الغموض الشهوي ودلالاته يقود الى فضاء اكثر عمقاً وسعة ، حتى يساعد على تعرفات الاسطورة ذات العلاقة القوية والطافحة بما يقوله الجسد الانثوي الصامت .
سردية هذا النص مكشوفة عبر المبتدأ اللذّي الواضح وبالطريقة التي اشتهاها المذكر وأكد عليها في النص الثاني . وطافحة الانثى المفضوحة ، وكأنها ممتدة للثنائية التي اهتم بها الشاعر وهذا مكشوف للقراءة ، لان التجربة الشعرية لصلاح الحمداني تهيكلت على الروح الاسطورية ، او البدئية ، تمتد شعريته الى الاصول ويغذيها بما توفره الشفاهية من اليومي المعروف . لذا تقترب نصوص صلاح الحمداني من المألوف والكلام الذي يذكرنا بكلام اول نطق به الالهة في العراق القديم ، لذا قال المفكر غادمير بأن الكلام لغة الاله الاول . وانا وجدت بالكلام الاول هو ما يقترب من الرمزيات وهيمنة التعايش والمرونة ، لذا دائماً ما يظهر النص الخاص بالحمداني ما يشبه الشفاهية والليونة . من هنا سحبني هذا النص بقوة عندما استعاد الام مرة ثانية وتعامل معها بوصفها الام الكبرى .
برزت في هذا النص اللغة وسيطاً تواصلياً ، فالأفعال متكررة ، يلوذ بها الشعر وغامر بالعلاقة مع الكلام وذاته ، بعدها حصل التغير ، فالتحول افضى الى وهم وسكت اللسان . لم يعد بالامكان ان يبث ايقاعات الروح التي فلحت وحصدت ، لكن الوقائع بالعلاقة مع الارض انحرفت وازدوجت مع اللامعقول وصار وهماً .
لأن هذا النص المركز كثيراً له علاقة بالأرض ، سأحاول فحص احد النصوص الجوهرية بتجربة صلاح الحمداني " ليس بعيداً عنها " حيث تمكن الشاعر من ازدواجية الجندر / المرأة والرمزية البدئية ذات طاقة استثنائية حيث لعبت المرأة / الالهة الام البكرية دوراً رائداً واسست سرديات لها ذات عمق بالحقل .
وحيدة في الحقل / وحيدة في الفراش / ترتب الفصول كما تشاء / وتضحك من بغور افكارها / العزلة صعبة ومن خصائص الحياة التي يفارق الزوج فيها زوجته . ووحدة المرأة ملمح حضنته نصوص صلاح الحمداني . ويكاد يكون المقطع الاخير اكثر ما كتبه الحمداني مشبعاً بالألم والتوتر الذي ينتجه الغياب وبالإمكان قراءة البكرية مع الارض ، هي الام الرمزية والانثى المترملة التي ارتضت وحدتها وسط الحقل ، بمعنى استمرار ديمومتها وعدم تعطلها بعد غياب .
في عديد من نصوص الحمداني ما يشبه المغامرة والدخول بالمجازفة الاتية من تشكيلات متخيلة او وهمية ، ففي نص " مناظرة " اسطورة غير معروفة او معيوشة وهذه ابتكارات الحمداني التي تقود اللغة نحو المغامرة ، لأنه يدرك بشكل جيد البيت الذي تكمن فيه اللغة ، وتصير نوعاً من السحر والكمائن المثيرة للدهشة ، ولم يكن هذا جديد ، بل هو يتكرر حديثاً ، لان الحمداني هو الوحيد الذي يعرف كمائن مكوث اللغة وتحولاتها الى كلام متوتر بالطاقة الممنوحة للشعر عبر الكلام .
حصدت كلماتي
ذقتها
تتحول اليقين الى اوهام
وخرس اللسان
اللغة خزانة الشاعر وراضية بوجودها وسط بيت منذ الازل ، لكن الشاعر لاعب تبرز مهاراته المتنوعة ويختار منها الشعرية ذات الصوت المحمول بالإيقاع الراعش مع كلامه .
اضطر الشاعر للقيام بفعل المزارع ، اللاعب مع الارض / الانثى / الام والحمداني يعرف بشكل جيد بأن التراب جسد روضته الطبيعة واختبرته مياه السماء والبلل المتساقط بطيئا وهادئا ، تنفتح تحته الارض المستلقية . فرحة بالترطب وسعيدة بالممنوح لها من لذائذ وشهوات .
الحمداني عرف منذ بدئيات الام الكبرى لكنه يعيد الاختبار والامتحان .
..............................
لمتابعة نشاطات الاتحاد:
الويب/ الاتحاد:
https://iraqiwritersunion.com/
الفيس بوك/ الاتحاد:
https://www.facebook.com/iraqiwritersunion?mibextid=ZbWKwL
الانستغرام/ الاتحاد:
https://instagram.com/iraqi_writers?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
انستغرام متحف الأدباء:
https://instagram.com/writers_museum?igshid=MzNlNGNkZWQ4Mg==
الفيسبوك/ متحف الأدباء:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100089542158676&mibextid=ZbWKwL
قناة الأدباء/ يوتيوب:
https://youtube.com/@user-db3ks4fl6m
https://iraqiwritersunion.com/cpadmin.php?mod=addnews&action=addnews