يا أهلنا الآتين إلى بغداد ألف ليلة وليلة..
من سوريا الياسمين
ومن لبنان الأرز
ومن فلسطين الزيتون والزهو
ومن كويت السدر
ومن إمارات المها
ومن عُمان الحجر الكريم
ومن اليمن السعيد رغماً
ومن مصر الاهرامات
ومن سودان النيلين
ومن ليبيا الواحات العِذاب
ومن تونس الخضراء
ومن جزائر المليون ملاك
ومن موريتانيا الكناري..
إنَّ العراقَ وقد نزلتَ رُبوعَهُ
لَيَعُدُّ ساكنَه لديكَ نزيلا
قف في ضفافِ الرافدينِ وناجِها
وتفيّ صَفصافاً بها ونخيلا
واسمَعْ غِناء الحاصدينَ حُقولَها
للحاصداتِ من القلوبِ حُقولا
سترى القريضَ أقلَّ مِن أنْ يَجتلي
لغةَ النفوسِ عواطفاً ومُيولا
وتلمّسِ الآهاتِ في نَبَراتِهِمْ
يُشعِلْنَ من حَدَقِ العيونِ فتيلا
واستوحِ كُوفاناً وبصرةَ إذ هُما
يتصدَّرانِ العالَمَ المأهولا
يستورِدانِ حَضارةً ومواهباً
ويُصدِّرانِ فطاحلاً وفحولا
وتَقرَّ "بغداداً" فإنّ دُروبَها
ستُريكَ من سِفرِ الزمانِ فُصولا
ستُريكَ كيف إذا استتمّتْ دولةٌ
أعمى الغرورُ رجالَها لتدولا
ضيوفنا الكرام..
أساتذتي الاجلاء..
زميلاتي العزيزات .... زملائي الاعزاء..
يا معشر الشعر والشعراء..
أهلا وسهلا ومرحبا بكم ونحن نلتقي تحت ظلال كبيرنا الجواهري..
الجواهري الرمز العراقي الأنور في سماء العرب، والساكن في مقبرة الغرباء عند السيدة زينب بالشام.
هكذا الشعراء..
غرباء يولدون.. غرباء يعيشون.. وفي غربة أشدّ وحشة يرتحلون..
من امرئ القيس الموغل في تيه الضياع.. الى أبي الطيّب المحلق على سرجه السابح.. الى السيّاب الرحالة السرمدي مع دائه العضال.. الى الجواهري الذي قلّب المدائن غربةً.. غربة.. والذي طوى الحياة برمتها..
وفي كلّ مرة نرى الموت يرحل..
نعم يرحل الموت .. ويحيا الشعراء..
يحيا الشعراء..
أيها الحفل الكريم ..
في هذه الدورة أطلقنا إسم (مظفر النواب) على المهرجان، والاثنان، الجواهري والنواب كانا وما زالا إسمين مدويين في المناهج العربية والمدائن العربية والميادين العربية والشوارع العربية والمقاهي العربية والبيوت العربية والقصور العربية والثورات العربية...
ونعلنها جهاراً نهاراً بأننا عقدنا الاجتماع الأدبي العربي الكبير وهذا المهرجان الشاسع الزاهر الزاهي بكم، أقمناهما بجهودنا وأموالنا الشحيحة ولم تشترك الجهات الحكومية المسؤولة بدور يُذكر أو مبلغ لائق تُشكر عليه.. وهنا لا نزعل ولا نعتب ولا نقترح أو نتمنى أو نرتّق بل نطلب وبصوت عال من رئيس الوزراء المقبل أن يعرف بأنه سيكون رئيساً لبلد الثقافة الأعرق في العالم، فهاهنا نُقشت أول مسلّة، وههنا ترنمت أول قيثارة، وههنا كتبت أول ملحمة، وههنا سُنّ أول قانون، فعلى رئيس الوزراء المقبل بل يجب عليه أن يختار وزيراً للثقافة يليق بالعراق، وأن لا يضيف رقماً جديداً الى قائمة وزراء الثقافة السابقين، ونحن في اتحاد أدباء العراق نطالب ونطلب بقوة أن يكون لنا دورٌ وقولٌ في اختيار وزير الثقافة.
خذوا المناصب والمكاسب والكراسي
وإتركوا الثقافة لأهلها..
وفي الختام باسمكم جميعا نرفع أحلى التحايا ونبعث باقات من القُبل
الى صديق الجواهري ورفيق النواب
حبيبنا وأميننا وأستاذنا الكبير ألفريد سمعان عليه السلام وعليكم السلام..