وكالة الأديب العراقي _ حذام يوسف
بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والاعلاميين، ضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بالتعاون مع مجلس أرض بابل الثقافي الشاعرة المغربية صباح الدبي، احتفاءً بتجربتها الابداعية، ولقراءة عدد من نصوصها الشعرية التي كتبتها في مدد مختلفة.
قدم الجلسة الشاعر خالد الحسن مرحبا بالضيفة الدبي وبالحضور الذي حرص على أن يكون مشاركا في الاحتفاء من بغداد وعدد من المحافظات، ليفتتح الجلسة الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر عمر السراي قائلا:
"طاب مساؤكم بالخير والمحبة والسلام وانتم تحتفلون بهذا العام الجميل، عام نازك الملائكة التي يحتفل العالم بها، ونحن نحتفل بها وبكل مبدعاتنا العراقيات، شكرا لكم وللشاعرة صباح الدبي التي جاءت من آخر المغرب العربي الى قلب المشرق العربي، والشكر موصول لمجلس أرض بابل الثقافي، التي ساهم في تحقيق هذا التعاون، لذلك يظل هذا الباب باب اتحاد الأدباء، مفتوحا امامكم حيث قرأت نازك الملائكة والجواهري والمخزومي، وفي هذه القاعة بالتحديد التي تصر على ان تكون دائمة الخضرة، شكر لاتحادنا العريق وسنظل ابناء لهذا الصرح العريق ننتمي له ونحرص عليه، ومرحبا مرحبا بصديقتنا الشاعرة صباح الدبي ...".
بعدها كلمة لمجلس ارض بابل الثقافي السيدة جيهان الطائي:" تحية طيبة لكل الحضور سعيدة اليوم وانا في رحاب اتحاد الادباء العريق الكريم مع والمرحب بكل الضيوف، وهو اول من تعاون مع مجلس ارض بابل الثقافي، وسعيدة بهذا الحضور برغم ارتفاع درجات الحرارة وشكرا لكم جميعا ونحن نحتفي اليوم بصدور العدد الاول من مجلة السيدة الاولى..".
الشاعر خالد الحسن كرر ترحيبه بالضيفة الدبي وبالحضور معلنا المباشرة بالدخول الى عوالم الشاعرة لتكون الكلمة للشعر والموسيقى، لتقرأ الشاعرة صباح الدبي مقاطع متفرقة من كتاباتها برفقة الموسيقار الاستاذ سامي نسيم، بعد كلمة قصيرة لها أكدت انها في غاية السعادة والبهجة في هذا الفضاء المشع بالحضور الرائع :" واجدد العهد لبغداد بأنها في روحي، شكرا لكل الاحبة الشعراء والادباء والكتاب اللذين التقيتهم قبل عشر سنوات، وشكرا للسيدة جيهان الطائي لتواصلها واخلاصها، وشكر خاص لاتحاد الأدباء، أشعر هناك نوع من القداسة الروحية التي نحملها لهذا البلد الاسطورة التي نتلهف الى لقائها وما اسعدني بكم ..".
ثم قرأت الشاعرة :
من مغرب الشوق حتى اخر الشفق
ياسرا احوك به سر الحكاية
في روحي وفي ورقي
هل في فراتك ما اروي به صخبي
يا شهرزاد نام الصمت في ورقي
وفي سؤال لمقدم الجلسة الشاعر خالد الحسن عن الاجناس الشعرية وكيف تختار الكتابة مع شكل القصيدة، اجابت الضيفة :" حينما اتحدث عن جوهر القصيدة أغض النظر عن الاجناس والانواع والاشكال، فنحن عندما نقول شعرية النص فنحن نقصد روح النص بغض لنظر عن الشكل فالأساس هو قدرة الشاعر على ان يحقق بصمته الخاصة وينثر صدقه خلف نصه الشعري، الصور تقود الشاعر ليكون اسطورة لنفسه، نازك الملائكة والسياب رموز في العالم العربي وكانت رقما حقيقيا في خلق المعادلة الشعرية الحديثة ..".
وعن تأثير الشعر العراقي على المشهد الشعري العربي، تحدثت الشاعرة الدبي عن التجربة الشعرية في المغرب بوصفها تجربة منفتحة على منافذ واشكال متنوعة من الشعر :" وبسبب موقعنا على مشارف اوروبا وعلاقاتنا مع العالم العربي، كان لهذه الرموز التأثير الكبير على تجربتنا الشعرية، وتعد النقلة النوعية على مستوى الكتابة الشعرية، وفي المغرب هناك وجود كبير لقصيدة النثر تأثرا بالتجربة الشعرية الاوروبية.." .
وعن الجديد على مستوى الشعر، أكدت الضيفة ان الشاعر كائن متجدد، والشعر جوهره الحياة واضافت:" الحياة متجددة ومتنوعة، والشاعر دائما يسأل نفسه ما الذي اريد ان اقوله، لكنه دوما مهيأ للمغامرة والتجريب وكل الاشكال الشعرية لها اهميتها، على ان يكون الشاعر واعيا لهذه المغامرة ولا يستسهل الكتابة، الشعر يحتاج الى ذائقة والى جمهور له هذا الصبر والشغف، ان ينصت وان يتابع وان يقرأ طبعا، هو هكذا الشعر القصيدة قادرة بشفافيتها على الخلق والتواصل، برغم ان هناك الكثير من يهرب الى الرواية، لكن الشعر مازال محصن واللحظة الشعرية لها خصوصيتها والظرف الشعري مرتبط بلحظة انصات خاصة .. وفيه هذا الشغف الذي يجعل الجمهور قريبا جدا، بينما الكتابة الروائية تحتاج الى نفس طويل في الكتابة والى مهارة خاصة للكتابة..".
ثم قرات الشاعرة بعضا من كتاباتها مع مقطوعات موسيقية للموسيقار سامي نسيم وقرأت (تغريدات واهمة ):"
لأنك موتي حين تجف اللغات وضعفي
وقلب من الروح يختال صدري
لأني ينازعني لحن صوتي
لأني اناك التي ازهق الليل اعمارها
وختمت الجلسة بمقطوعة موسيقية للموسيقار سامي نسيم وسط اعجاب الحضور وتفاعله.
ليتقدم رئيس اتحاد الأدباء الشاعر علي الفواز ويقدم شهادة تقديرية للضيفة الشاعرة صباح الدبي مع لوح الجواهري، ولتبقى قاعة الجواهري حاضنة لكل الأدباء من العراق ومن العرب ولتبقى أماسي بغداد مشرقة باعثة على البهجة.