بغداد | غسان عادل
بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وجمع غفير من أدباء ومثقفي العراق والوطن العربي، احتضن مسرح الرشيد في العاصمة بغداد، اليوم الثلاثاء الرابع والعشرين من مايو، فعاليات الاحتفال المركزي بمئوية رائدة الشعر الحر في العراق والوطن العربي الشاعرة العراقية نازك الملائكة.
حيث قصت فرقة سومريات شريط الاحتفال المركزي بعزف النشيد الوطني، وأغنية "بغداد والشعراء والصور" للفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز.
إذ تولى عرافة اليوم الأول للاحتفاء الشاعر حسن مجيد، الذي رحب بضيوف العراق، ثم عرج لسرد السيرة الإبداعية والحياتية للملائكة.
تلا ذلك كلمة لرئيس اللجنة المنظمة للاحتفال المركزي مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية الشاعر عارف الساعدي الذي قال إن" هذا الاحتفال هو الأول من نوعه في العراق، حيث العالم العربي بولادة نازك الملائكة، التي أصبحت قبلة للمثقفين في العراق الوطن العربي، حيث قصيدة الكوليرا، فنازك كانت شاعرة ومفكرة، واليوم نحتفي بها ونفحص منجزها وتجديدها في الشعر كمؤثرة في المجتمع العراقي، مشيراً إلى أن الملائكة هي أم الشعر العربي، وصاحب الآفق المغاير للتفكير السائد، إذ علمتنا كتبها واهدتنا بصيرتنا من خلال مواقفها، إنها بلاغة الصمت العظيم الذي تعالى على الصمت والضجيج"
ثم تلا رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كلمته التي جاء في بعضها " إن ما فعلته الملائكة هو مشروع ثقافي عميق بعمق التحولات الاجتماعي، واحتفالنا بولادتها يوزاي احتفالنا بالحياة، سيما وأن الشعر سمة من سمات العراقيين، فنازك انتجت بشجاعتها وإبداعها صور شعرية خلاقة، رسمت طريقة جديدة في الكتابة في أوطننا العربية"
وأضاف السوداني إن" الاحتفال بنازك مغايراً، إذ وجهنا بصباح كل يوم خميس من كل أسبوع بقراءة كلمة خاصة بها، مؤكداً أنه قام بتكليف أحد أكبر النحاتين العراقيين العالميين، بنحت تمثال لنازك في أحد ساحات بغداد، فضلاً عن طابع بريدي خاص بمئوية نازك الملائكة.
ليجيئ الدور لكلمة أسرة المحتفى بها نازك الملائكة التي ألقاها سؤؤد عوني إذ قال " أن الملائكة كانت قد ثلاثين عاماً من حياتها بمنطقة ابو أقلام في الكرادة الشرقية، وهي الدار التي انطقلت منها قصيدة الكوليرا الشهيرة، التي كانت أول قصيدة في الشعر الحر، كما استعرض مذكراتها التي كتبتها بخط يدها، مشيراً إلى أنها كانت تمتلك حساً مرهفا، وتتفاعل مع الأحداث الحاصلة في العالم، كما كانت غاية في الرقة، وتحب الليل وكأنها تختزن عقوداً من الهموم، فضلاً عن كونها كثيرة التغني ببغداد"
أما الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر عمر السراي فقد قال في كلمته " لقد بادرت القصيدةُ لتكون درعاً ضدّ السهام، وعلا السردُ ليدوّنَ البطولات، وسما النقدُ ليرسمَ الطريقَ للباصرين، واحتفالُكم اليوم هو احتفالٌ بالحداثة والتغيير والولادة، والموازنة بين أصالة التراث، وبين جموح التطور، إذ ليس كتجربة الرواد وعلى رأسهم نازكُ الملائكة مثالٌ لهذه الموازنة المطلوبة.
وها نحن اليوم بعد مئة عام من ولادتها، نقفُ وقفةَ وفاء لها، وهي تضعُ ابتسامتَها ملاذاً ضدَّ الأفول، وبلسماً للجراح، وهذه هي عادةُ الأممِ الحيّة، أن تقدّر رموزَها لتستمدَ الطاقةَ نحو المُضيِّ قُدماً للمجد"
كما تم عرض فيلم وثائقي جديد استعرض حياة الملائكة منذ طفولتها، وحتى تسميتها تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد، تحدث فيه العديد من النقاد والأكاديميين العراقيين.
ثم ألقت الفنانة العراقية شذى سالم عدد من قصائد الملائكة قصيدة، تبع ذلك مجموعة من القراءات الشعرية للشاعر العراقي كاظم الحجاج، والشاعر البحريني علوي الهاشمي، والشاعرة العراقية فائدة آل ياسين، والشاعر الإماراتي محمد البريكي، والشاعر العراقي عامر عاصي.
وعادت فرقة سومريات لتقدم مجموعة من الأغاني العراقية التراثية، سيما مجموعة من روائع الفنان العراقي سعدون جابر حيث أغنية " بوية عيوني" التي لحنها الراحل محسن فرحان، فصلاً عن تقديمها لأغنية من روائع الفنان العندليب عبد الحليم حافظ، ومجموعة من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، لتختتم فرقة سومريات مشاركتها بأغنية " سلم بعيونك الحلوات" وهي من روائع الفنانة العراقية أمل خضير.