ألقاها الشاعر عمر السراي/ الأمين العام لاتحاد أدباء العراق، في قاعة (نخيل عراقي)
الأديبات العزيزات..
الأدباء الأعزّاء..
طاب صباحكم بالخير والمحبة والسلام..
ومرحباً بكم وأنتم تصنعون حدثاً سردياً بحضوركم الذي يكتب الرواية الكبرى للأوطان الحيّة.
لقد سعى اتحادكم - وعلى مدى أعوام بيض - إلى عقد الفعاليات المثمرة، ويجيء المؤتمر هذا، مؤتمرُ السرد في دورته الرابعة/ دورةِ القاص والكاتب المسرحي جليل القيسي لتتمة السعي المبارك.
فالحياة، هذه الحكاية التي لا تنتهي، مشدودة بأقلامكم النبيلة التي ترسم الخلود. وما اختيار المؤسس الرائد جليل القيسي إلا تفعيلٌ لهذه الحكاية، فالقيسي الجامع في روحه وجوه كل المكونات، وفي كتاباته كل الوطن، يمثّل الحداثة والمغايرة، كما يمثّل العراق والعالم عن طريق إبداعه، وعن طريق مدينته المتآخية كركوك، مدينة النار الأزلية، فتحيةً له خالداً بيننا، وتحيةً للمدينة العزيزة وسلام.
أيها الأحبة.. لقد أقام اتحادكم هذا المؤتمر بجهده الكامل، معتمداً على أصدقائه الخلّص، في مؤسسة (نخيل عراقي) و(وزارة الثقافة) والجهات الساندة المتعاونة، فجاء العزم بأن تكون هذه الدورة عالميةً وعربيةً بحضور الكرام المبجّلين من الدول العامرة، مع حضور أدباء بلادنا الرائعين من المدن الزاهرة، فشكراً لجمال حضورهم، وشكراً للمساندين المؤمنين بطريق الثقافة والأدب.
وما يجدر قوله أن ما استحصله اتحادكم من مجد، وما سيجيء إليه من بهاء، إنّما يؤكد على مبدأ مهم، هو أن ثقل الاتحاد لا يكمن في أعضائه فحسب، إنما يكمن في أصدقائه الأخيار الكبار.
وها هو المؤتمر بين أيديكم، ببرنامجه المتنوّع الزاخر، وفقراته الفنية والمعرفية، ومطبوعاته وكتبه، وشهاداته وبحوثه، مثال للانسجام الفكري الزاخر.
أيها المبدعون..
إن انعقاد الدورة الرابعة اليوم فرصةٌ لتذكّر أحبّائنا الراحلين عنّا، ممن ظلت بصماتهم مدوّنةً على طين التأسيس الأول لهذا المؤتمر، فمن سَعيِ القدير جهاد مجيد الذي يتابعنا وهو خارج الوطن، إلى سعي من فقدتهم الساحة الأدبية وهم في أوجّ عطائهم؛ الساردين الأفذاذ: سعد محمد رحيم، ومحمد علوان جبر وأسعد اللامي وحميد الربيعي، الرحمة لأرواحهم الطاهرة والمجد، وبفضل جهدهم مازال المؤتمر مكرّساً عاماً بعد عام.
وفي صدد ذكر المبدع حميد الربيعي، فقد قرأتُ له يوماً ما معناه (قد يشتري الطغاة التاريخ ويزوّرونه، لكنّهم لن يهربوا من صدق السرد، وهو يدوّن جرائمهم وفظائعهم).
ومن وحي هذه المقولة يفتتح هذا المؤتمر أعماله مؤمناً بسلطة السرد القادرة على المجابهة، ويضع الحقيقة في كلمات القصّاصين والروائيّين، وليس كمثل قدرتهم قدرةٌ للرفض وكشف المستور.
فيا أيّها الساردون، يا أبناء الفضاء الكوني، قودوا الموقف الأدبي ليرفض ما يُملى عليه من تكبيل ومحاولات لتكميم الأفواه، عن طريق محاولة الأحزاب المتنفّذة إقرارَ قانون (حرية التعبير والتظاهر السلمي) واضعين معرقلات تقمعُ حقَّ المواطن بالتعبير، وتكرّسُ الطغيان، لذلك فإن اتحادكم يقولها واضحةً لا تراجع فيها، بأنّه مع حرية التعبير السليم، وضد الظلم والاضطهاد، وضد كل تلاعب بالحريات التي كفلها الدستور العراقي، وضد القمع والترويع والتغييب، وضد استخدام الرصاص الحيّ في تفريق المتظاهرين، فقد فاحت أرواحٌ شهيدةٌ من المواطنين، وأخرى مازالت شاهدةً على الخراب، ولعل ما جرى في اليومين الأخيرين دليلٌ على تفشّي القسوة ضد الشعب.
لذلك، وباسم السرد، ندين ما جرى، ونطالب بتوفير الحماية الكاملة للمتظاهرين، ولحقوق التعبير، وبسط التقاليد الإنسانية على وفق المعايير العالمية لحقوق الإنسان.
وأخيراً أيّها الحفل الكريم..
يتمنّى اتحادكم دوام العطاء لكم، ويشكركم على تلبية دعوته التي صارت جناناً بمشاركتكم، ولكم من الاتحاد العريق، اتحاد الموقف والشجاعة والتفاني أسمى تحية، وأوفى تقدير.
والسلام..
بغداد/ ٩ كانون الأول ٢٠٢٢
#مؤتمر_السرد_الرابع
#الأدباء_نبض_الوطن
معن غالب سباح الناطق الإعلامي بإسم اتحاد الادباء